ياسر الفادني يكتب: هل صاحت الديوك؟

508

جاء حكيم عربي ضالع في اللغة لغلام ذكي يمتلك ناصية اللغة العربية، قال له: يابني ااصقعت العتاريف؟، اي بمعني هل صاحت الديوك؟ فرد الصبي “الشفاتي”:(زقفيلم) اي بمعني نعم، لا تستغربون في هذا السؤال والإجابة عليه، السؤال والإجابة مفرادتها من صميم اللغة العربية، وهنا اسال الكيزان ااصقعت عتاريفكم؟!.

سطعت شمس الآلة الإعلامية والمنشطية للإسلاميين في رمضان وكانت عبارة عن دعم إجتماعي وافطارات وزيارات لرموز ومخاطبات هنا وهناك ألهبت الحماس وزادت ايمانياتهم وانداحوا في مربدهم القديم، من أكثر الولايات ظهورا ونشاطا ولايات الجزيرة القضارف الخرطوم هذا علي سبيل المثال، لكن نالت شامة الإنجاز ولاية الجزيرة، لم تتخلف ولاية عن هذه المناشط والبرامج، ولكن بعد رمضان الشمس التي كانت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وذات الشمال غربت ولا ندري ما السبب؟

الوضع السياسي تغير بعد الخامس والعشرين من أكتوبر وقل الضغط والتضييق علي الكيزان بسبب تجميد لجنة إعادة التمكين التي اتعبت وارهقت الكيزان وزجت بطغيانها قيادات منهم في السجون، منهم من خرج ومنهم لا زال خلف القضبان ، الآن هم يتجولون بحرية لا متابعة لهم ولا تضييق منذ سبعة أشهر، لم يستفيدوا من هذا الجو الربيعي الذي أهدى لهم، عضويتهم تناثرت وتفرقت منهم من صمت وظل يراقب ومنهم من لم يجد من يصله وينوره ويرسم له خطة الطريق القادمة ومنهم من انتمي لأحزاب وكيانات سياسية أخري غير قحت وما أكثرهم ، ومنهم من احتضنته قحت لكنهم قليلون وهم الزبد الذي قد ذهب جفاء والآن هم في حيرة واسف علي مافعلوا.

الطريقة التي ينتهجونها الإسلاميون في إدارة أنفسهم ومنسوبيهم تحتاج إلى تغيير فالمنهح القديم الذي كان يتبع وهم حاكمون يجب أن يختلف وهم مقصيون، القيادات السابقة التي كانت تدير العمل الإداري والسياسي لمنظوماتهم نعم ظلت موجودة وكانت لها حوجة في الفترة السابقة قبل سقوط قحط، بل وجودها كان مهما لكن الآن إنتهت مرحلتها يجب أن تتغير ويظل السابقون في مقام الخبراء والحكماء، العضوية المتشتته وهي ليست بالقليلة يجب أن تلم ويعرف حجمها الحقيقي بالمتابعة المباشرة.

لو نظرنا بتمحيص من من الاحزاب لديه شعبية كبيرة واسعة؟ بلاشك لا نجد إلا الحزب الذي حكم سابقا وهو المؤتمر الوطني لكن الأمر يحتاج إلى خطة طموحة ودقيقة لحصر العضوية و(فلفلتها) من جديد وهذا الأمر يجب أن يبت فيه قيادات الحزب بجدية إن أرادوا أن يعودوا إلى مضمار الساحة السياسية كلاعبين محترفين وكسب رهان الإنتخابات القادمة.

الذي يقرا الواقع التنظيمي وحجم درجة الإنتماء للكيزان يجد أن عضويتهم في الولايات والتي كانوا يتحدثون عنها سابقا بالآلاف المؤلفة حتي وصلت جملتها إلى الملايين لا زالت متمسكة بالانتماء، ولم يتفلت منها إلا القليل جدا ومن تفلت ليس له تأثير وهم لا زالوا متماسكين لكن ينقصهم الرباط المنشطي والإداري ومتميزون جدا في الرباط الإجتماعي.

إن أصقعت العتاريف وصحوا الكيزان عليهم أن يرفدوا القيادة بدماء حارة جديدة غير تلك الدماء التي اجتهدت وقادت وكل (زمن عندو غنايو) كما يقول المثل أي إفساح مساحات للشباب ليكون لهم دور بارز في قيادة الحزب، عليهم ترميم الهياكل التي أكل عليها الدهر وشرب ونال منها الاوباش والتتر وعليهم ترك الخلافات التي ضيعتهم وضيعت حكمهم.

عليهم الإستفادة من عثرات الماضي ولعله درس يجب مذاكرته كل يوم ولكل جواد كبوة، عليهم أن يخططوا لأسوأ الفروض فالجو السياسي غير مضمون وربما يتغير في اي لحظة إلي مايكرهون، إن اصقعت العتاريف علي الكيزان يجب أن يكونوا مستعدين لأي نازلة يمكن أن تصيبهم والتحسب والحذر والمثل بقول: (الضايق عضة الثعبان بخاف من جر الحبل) !.

Comments are closed.