مصطفى ابوالعزائم يكتب: نُكِّستْ الأعلام.. وطوى الحْزْنُ القلوب

462

الموتُ حقٌّ ، وصدق المولى عز وجل القائل في محكم تنزيله : “كُلُّ نَفْسٍۢ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ ٱلنَّارِ وَأُدْخِلَ ٱلْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ “.

ولا إعتراض على حكم الله، وقد إختار إلى جواره بالأمس، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة سمو الشيخ خليفة بن زايد بن سلطان آل نهيان، الرئيس الثاني للدولة بعد والده المؤسس سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وقد تولّى رئاسة الدولة بعد يوم من وفاة والده في الثالث من نوفمبر عام 2004 م ، بعد أن إنتخبه المجلس الأعلى للإتحاد برئاسة الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم ، رئيساً للدولة، وقد أصبح بصفته ولياً لعهد إمارة أبوظبي حاكماً للإمارة .

يوم الجمعة الثالث عشر من مايو 2022 م ، كان”جمعةً حزينة” في عموم دولة الإمارات العربية المتحدة، وإنتشر الحزن بعد تم نشر الخبر رسمياً في العالمين العربي والإسلامي ، وكثير من أقطار العالم، وقد عرفته الشّعوب من خلال لمساته الإنسانية العظيمة، من خلال «مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية» التي ساهمت في المشاريع الإنسانية المختلفة بأكثر من أربعين بلداً حول العالم .

رحل سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، ونكّست الدولة أعلامها وأعلنت الحداد لأربعين يوم، حزناً وتقديراً لرجل قدّم الكثير لبلاده، وللأمّتين العربية والإسلامية، ولكثير من دول العالم، وكان إمتداداً لسمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في الحكمة والنضج، والسعي وراء نمو وتنمية الدولة من خلال تنمية الإنسان والإرتقاء به، على أساس أنه هو الثروة الحقيقية والإستثمار الأمثل لكل بلد .

عُدتُ من إمارة أبوظبي، ومن دولة الإمارات العربية قبل أيام قليلة، وقضيت عدة أيام في مدينة أبوظبي عاصمة الإمارة وعاصمة الإمارات، وقد زرتها من قبل مرّات ومرّات، وشهدت كيف أصبحت اليوم، مدينةً من المستقبل، بفضل القيادة الرشيدة، والسياسة الحكيمة التي إتبعها سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ، رحمه الله، وإخوانه في إدارة الدولة، التي جمعت فأوعت، وضمّت بين حناياها أكثر من مائة وعشرين جنسية من مختلف أنحاء العالم ، يعيشون ويتعايشون في أعظم نموذج للتعايش تجمعهم الإنسانية، ولا يفرّق بينهم جنسُ أو عرقٌ أو لونٌ ، أو دين ، وتجمعهم أحلام التقدّم والنماء والتطوّر ، في دولة يقودها من إعتبرته صحيفة التايمز البريطانية من القادة الخمسة والعشرين الأكثر تأثيراً في العالم . عرف الإماراتيون الراحل المقيم سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، عرفوه قريباً منهم ، وراعياً لبرامج ومشروعات المحافظة على البيئة ، ومتابعاً وراعياً للأنشطة الرياضية، ونحن في السّودان عايشنا بعض إهتمامه بالشأن الرياضي وبالعلاقات بين البلدين الشقيقين، من خلال لقاء القمة الرياضية في السّودان ، بلقاء قمة الكرة السّودانيّة في أبوظبي عام 2018 م ، ما عرف ب “كلاسيكو الكرة السّودانيّة ” .

اليوم تنطوي صفحة من صفحات الخير، وصفحة من صفحات الخلق الرفيع والتواضع والإحترام، بغياب سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ولكن مثلما بدأنا، فإن هذا هو حال الدنيا ، والموت حقٌّ، ولكننا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يخلف على الإمارات الخير، وأن يجعل البركة في أبناء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأبناء الشيخ خليفة ، وأن يعين سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وكل إخوانه في قيادة الدولة من نجاح الى نجاح بإذن الله تعالى ، ونسأله سبحانه وتعالى أن يغفر للشيخ خليفة وأن يرحمه ويحسن إليه ويسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا إنا لله وإنا إليه راجعون .
Email : sagraljidyan@gmail.com

Comments are closed.