«من أعلى المنصة» يكتب ياسر الفادني: ثم ماذا بعد هذا؟

390

لعل هذا اليوم الرابع الذي يلتقي فيه فولكر مع جهات سياسية، آخرها كان اللقاء الذي تم مع حزب المؤتمر الشعبي والذي حضره ود لبات، الحرية والتغيير المركزي وحزب الأمة والاتحادي الأصل ولجان المقاومة كلها إتفقت علي كلمة واحدة وهي إبعاد العسكر عن الحكم  عدا قوي الحراك الوطني ، لازالت النبرة التي ظللنا نسمعها وهي إنهاء الحكم الانقلابي ووصف الذين في الحكم بالانقلابيين هي التي تسود من قبلهم.

 رؤية الشعبي الذي ترأس وفده الأمين عبد الرازق النائب المكلف هي أن يتكون مجلس سيادي من مدنيين برئاسة دورية ويخصص مجلس عسكري يعني بأمر  الدفاع والأمن ويكون تحت إدارة مدنية ويعين رئيس وزراء مستقل وحكومة مستقلة وختم الإجتماع واخدث صورة تذكارية، مايؤسفني أن حزب المؤتمر الشعبي في ظل صراعاته الداخلية التي أثرت عليه  ظل يخوض مع الخائضين!.

سوف يلتقي فولكر بما تبقى من مكونات لجان المقاومة  التي صارت (كالمرارة) وأعتقد جازما أنهم يسيرون في نفس المنوال بل هؤلاء أشد خصاما للعسكر وسوف يسمع فولكر ما يسمع، أيضا سوف تطرح لجان المقاومة اطروحة (سلطة الشعب) وربما تجد القبول من الثلاثي المرح، اطروحة ميثاق الشعب ماجاءت به يعد ضربا من ضروب المستحيلات  يصعب تنفيذها في هذا الظرف المعقد وهي مرفوضة تماما من العسكر تشبه اللاءات الثلاثة التي هتفوا بها وهتف معهم اخرين لكن الآخرين يبدو أنهم (جروا واطي)!!

قوي الحراك الوطني كانت من ضمن الذين جلسوا مع الثلاثي ولعلهم هم الوحيدون الذين قدموا طرحا متعقلا لا متزمتا في شكل آليات الحكم المجلس السيادي والتشريعي ورئاسة الوزراء والمحكمة الدستورية واتفاقية السلام وعضوا بالنواجز علي الشراكة القوية مع العسكر وأن يكون الحوار سوداني خالص دون تدخل خارجي.

سوف يستمر الثلاثي في لعبة (الليدو السياسي) التي يلعبونها كل مرة، سوف يلعبون مع  الشيوعي بواجهاته الخفية إلخ، مايفعله الثلاثي المرح هو إظهار النية بتكوين رأي عام دولي سالب عبر هذه الآلية البغيضة تجاه العسكر هذا ما وضح حتي الآن.

العسكر ينظرون من بعد لكن علي مقربة! لما يقال ويطرح لكنهم  يكشرون أنيابهم لما يحاك ضدهم بالتأكيد، فهم أيضا يفعلون النقيض من ذلك بأنهم هم الذين يحمون الفترة الإنتقالية ولا يقبلون بانصاف الحلول وجعلهم (تمومة جرتق) هنالك أسماء كثيرة وضعت في منضدتهم رشحت نفسها لرئاسة الوزراء لما تبقي من فترة إنتقالية ولهم أيضا رؤية خاصة بهم لإدارة الفترة الإنتقالية وتسليم الحكم لمن يأتي بالانتخاب، من المؤكد أنهم لايقبلون المشاركة إلا بنصيب الأسد وهم الآن في الحكم وهم الذين يتخذون القرار الآن.

العسكر لعلهم سوف يستفيدون من الرفض الواسع الذي يرفض تماما وجود فولكر ومن معه ، إذن ثم ماذا بعد هذا ؟؟ سؤال إجابته مزيد من التعقيد السياسي ومزيد من المسافة الواسعة التي سوف تزداد بين فولكر والعسكر من جهة ومن الذين يريدون أن يبعدوا العسكر من جهة أخري،  الإجابة هي عدم التجديد للبعثة الاممية بعد إنتهاء مدتها إن لم تطرد قبل ذلك.

ثم ماذا بعد هذا هي معادلة أطرافها يسار متزمت ومعه يمين متطرف ضد العسكر وجهات تصنع خميرة عكننة، الأطراف الآخري بعد علامة تساوي هي الجنرالات والذين وقعوا علي إتفاقية جوبا أي كان شكلهم وسواد أعظم من الشعب السوداني ينادون بطرد فولكر منهم إدارات أهلية وشيوخ دين ، خارج المعادلة هنالك حزب كبير يجلس في (المساطب)  الشعبية لم يتم إختياره ضمن الفرق المتنافسة فقط يراقب ويصفق للعبة الحلوة والغير حلوة يهتف: التحكيم فاشل !!.

Comments are closed.