حكاية من حلتنا يكتبها.. آدم تبن: جنوب كردفان ليس من رأي كمن سمع

414

عن بلادى السودان أحكى ليكم جمال وطبيعة مناطقها التى أكرمت بزيارتها ورأيت فيها حسنا بديعا رسمته الطبيعة فيها، فقد حبا الله بلادنا بمناظر الطبيعية الخلابة فى شرقها وغربها وشمالها وجنوبها، ومنح كل منطقة من المناطق جغرافيا مختلفة عن الأخرى، وهذا التنوع خلق فيها طبيعة متميزة تختلف فيها نشاطات الإنسان الإقتصادية والبيئة، فهنا إنسان يمارس الرعى وهناك إنسان يمارس الزراعة وآخر يمارسهما الإثنين معا وآخر لازراعة ولارعى يمارس التجارة والوظيفة، فكل ميسر لما خلق له وحتى أصحاب الزراعة والرعى تختلف محاصيلهم التى يزرعونها وثرواتهم التى يرعونها، فهنا من يزرع المحاصيل النقدية وآخر يزرع المحاصيل الغذائية وذاك يربى الأغنام الماعز والضأن وآخر يربى الأبقار وآخر يربى الإبل، وتتنوع المناخات التى يتبعها تنوع الأنشطة الإقتصادية التى بدورها تكمل معها دورة الحياة بأوجها المتعددة.

وحكاية من حلتنا جالت فى أجمل مناطق البلاد وأكثرها خضرة وجمالا طبيعيا إمتدت إليه حكمة الخالق فصنعت منه ألوانا وأشكالا من الجبال والغابات والوديان والبساتين والحياة البرية المبهرة التى عندما تراها لأول مرة تظن أنك فى بلد غير بلدك، وتنطق من هول المفأجاة والجمال الطبيعى بماشاء الله تبارك الله رب العالمين، فمثل هذه الطبيعة الخضراء ببساتينها االمثمرة وغاباتها المتشابكة والمياه المتدفقة والجبال ذات الألوان المختلفة والحياة البرية المتعددة، فهى نعم تستحق شكر الله الذى صنع وأبدع وجمل لنا بلادنا وأودع فيها هذه المحاسن الطبيعية التى تبهر من يزورها فى كل وقت فالجمال هنا غير مسطنع ولا مزيف فهو جمال الطبيعة الموهوبة من الخالق عز وجل.

أعود لأقول للقارئ المتابع لحكاية من حلتنا إن سمحت لك الظروف أن تخرج من بيتك مسافرا فيمم وجهك تجاه ولاية جنوب كردفان إن أردت أن تذهب إلى شرقها فاذهب إلى مناطق العباسية مملكة جبال تقلى والرشاد وأبوجبيهة وكلوقى والليرى، وإذا أردت أن تذهب إلى غربها فاذهب إلى الدلنج عروس الجبال وكادوقلى وتلودى وهيبان وهبيله ووسطها فأذهب إلى أبو كرشولة والقردود وجمجكة وأم برنبيطه والفيض آدم عبدالله، فكل منطقة من المناطق أو مدينة من هذه المدن ستبهرك أولا بجمالها الفاتن وإنسانها الطيب المضياف، وثرواتها المتعدة زراعية كانت أو حيوانية أو غابية أو معدنية، فالارض هنا كريمة غنية تهب من باطنها خيرات وكنوز مختلفة الألوان والأسماء، فمثل ما للزراعة والرعى والتجارة والسياحة نصيب فكذلك للتعدين نصيب فالنفط والذهب موجدان فى باطن أرضها يستحق أن نهتم به ونعمل على أن يستفاد منه بصورة مثلى، فهذه الأرض تشكل قوة إقتصادية لوحدها إن أحسنا إستغلال مواردها الطبيعية الكبيرة.

وتعود بى ذاكرة الأيام حيث أمضيت بعدد من مناطق جنوب كردفان فى سنوات سابقات فترة ليست بالقصيرة لاتزال ذكرها تعاودنى وصورتها الرائعة الجميلة تمر بى كلما لامس أسم جنوب كردفان مسامعى فهناك ترى كل شئ يبهرك فهذه الأشجار التى تعيش بيننا فى مدننا وأحيائنا وقرانا فهى هناك مختلفة بضخامتها وعلوها وكثرة ثمارها وغزارة ظلها فالطبيعة كستها خضرة وجمالا أخاذا يلفت الإنتباه ويعيد تشكيل تلك الصورة المرسومة لمثل هذه الأشجار وكذلك السحب الماطرة تراها داكنة فإذا هطلت فامطارها تستمر لساعات طويلة تتدفق المياه فى المجارى والخيران والوديان لتصنع لوحة خضراء حولها تصير مرتعا خصبا للحيوانات الاليفة والبرية على حد سواء فالكل يجد ما يشبعه يملأ معدته الخاوية بفعل فترات الجفاف التى تعيشها المنطقة،وهكذا تتعدد اللوحات الخضراء والجميلة من أحد أجمل المناطق فى بلادى، فإن وجدتم فرصها فزوروها لتشاهدوا بأعينكم ماحكينا ها هنا فليس من رأى كمن سمع.

Comments are closed.