«من أعلى المنصة» يكتب ياسر الفادني: بي موية وكِمْلَت!
لا أدري إلى أين ذاهبة هذه البلاد؟، بلادي العزيزة التي صارت تتخطفها صقور غريبة كل مرة تنزل وتهجم عليها ولا تجد من يدافع عنها، حكومة ضعيفة ومنكسرة ولا قوة لها ولا قرار، خلافات شديدة تعصف ببنيها حيث لا إتفاق، فوضي سياسية وفوضي أمنية واحتقانات هنا وهناك ودماء تسيل علي الشوارع، لم تتلاشي هذه المقعدات منذ ثلاث سنوات تتابعت فيها حقب سياسية متعددة لكنها فشلت تماما في إدارة دفة هذه البلاد إلى الأفضل.
القرار الذي صدر بالأمس من مجلس الأمن هو قرار يصب في دفع هذا التراجع الكبير ويزيد الطين بلة، كان يمكن لهذا القرار أن يكون غير ذلك لو تم عمل خطة داخلية قوية وخطة خارجية دبلوماسية ظاهرة، قد حدث من قبل عندما تحس حكومة البشير بخطر من المنظمة الدولية قادم إليها تحرك الياتها الدبلوماسية لوقف هذا التهديد الغير مبرر وقد نجحت في بعض ذلك وحيدت دول لصالحها مثل روسيا والصين وسبق أن إتخذث روسيا حق الفيتو في قرار ضد السودان.
القرار الصادر بلا شك له تبعات اقتصادية سوف لن يساهم في استمرار الدعم الدولي للبلاد لأن كثير من الدول المانحة رفضت المنح مرة أخري لأنها تسمي هذه الحكومة انقلابية وتعتبر أمر حكم البلاد غير مستقر، سوف لا تأتي أموال خارجية إلا لفولكر ويقسمها قسمة ضيزي ينال هو منها الجزء الأكبر والمتبقي (للكورس) الذين خلفه و(الكمونية) يوزعها لعملاء الداخل، سوف تسوء الحالة الاقتصادية أكثر من ذلك، ويكون الضحية هو المواطن، سوف ترتفع الاسعار وتتضاعف فواتير الكهرباء والوقود وتكرر مجاعة سنة (ستة) !
القرار سوف يكون له تبعات سياسية مقعدة ، عبارات التلويح بأعمال احتجاحية بدأت تظهر في الافق في شرق البلاد إن اتبع فولكر منهج الاقصاء وقد بدأت بالفعل في بعض مناطق الشرق، ترك سوف يستل سيفه مرة أخري ويتابطه ويشهره بسبب فولكر، القاعدة العريضة جدا والتي ترفض وجوده سوف تصعد بصورة أو بأخرى ضده، من الصعب جدا في هذا الظرف أن يلم فولكر ومن معه حبال الجهات السياسية قي عقدة واحدة لأنه بداء بالإقصاء وأفصح عنه كم مرة في حديثه، فولكر مايفعله يشبه الذي يبحث عن إبرة في عمق الصحراء الكبري.
القرار بلا شك سوف ينال من سيادة الوطن وسوف تنشغل الحكومة بجلوسها كل مرة مع الالية الثلاثية وسوف تسمع فقط وتنفذ وتكون كل المبادرات السودانية الخالصة قد عفا عليها الدهر وشرب وظلت حبيسة الأدراج ويكون هنالك شكلا جديدا للتوافق إن تم يرضي قليلون ويثير حفيظة الأكثرية رفضا وهذا ما أعتقد انه سوف يحدث.
بلد في ظل وضع سياسي غير مستقر ولا مفهوم لا تتقدم إلي الأمام ويظل شعبها مقهور بين مطرقة الفاقة والعدم والمعاناة وسندان الحكومات الضعيفة التي تفرض عليها إرادة خارجية وتستجيب بكل سهولة، ويا حليلنا.. حليلنا.. يابلدنا.
Comments are closed.