(من أعلى المنصة) يكتب ياسر الفادني: النَاقِشَا؟

138

الشعب السوداني له مفردات كل مرة يستحدث منها معني جديدا ! كلمة(النَاقِشَا) تعني العارف، الحريف، المفتح وعكسها تأتي كلمة (الماسورة) !، لكن مرات العامل فيها ناقشا يكون ماسورة كبيرة !! وهذا ما نراه في بعض الذين يتسيدون المشهد السياسي اليوم !.

مررت بعدد من الشخصيات يدعون بأنهم من الناقشين، الأول فيهم يدعي أنه للأسف الشديد كهربجي واحضرته ليصلح عطب في توصيلة الكهرباء تركته وخرجت وعندما سألته هل اصلحت العطل قال: لي نعم وعندما فتحت التأمين الخاص بالكهرباء حدث ماحدث لولا لطف الله لكانت هنالك كارثة في بيتي! من جراء ما فعله الناقشا ! هذا مايلقب به حتي عندما ينادي بهذا اللقب يقول نعم !.

بالأمس كنت داخل معرض الخرطوم الدولي وحضرت مصارعة استعراضية مباراة بين مصارع يلقب بالناقشا والآخر يلقب بالأسد حجمه أكبر ومفتول العضلات والناقشا جسمه غير جسم الاسد لكن يبدو أنه يخال نفسه أن ضخامة الجسم وفتل العضلات لا تحسم الصراع وإنما يحسم الصراع (النقشان)!، واستمرت المعركة سجالا بينهما حتي رفع الأسد الناقشا في كتفه ورماه (بردلب) أرضا وفاز الأول، حينها أيقنت تماما أن ليس كل من يدعي لقب الناقشا هو ناقشا حقيقة !.

اما الناقشا في السياسة ما اكثرهم في بلادي، حمدوك عمل فيها ناقشا وطلع ماعارف أي حاجة وإتخارج !، الذين معه لم نسمع بهم من قبل في التشكيلة السياسية المعارضة لكن ظهروا سريعا بعد الثورة المفتري عليها واظهروا أنفسهم بالقوة ساعدتهم بذلك الآلة الإعلامية المدفوعة الثمن لتلميعهم (كناقشين) لكنهم طلعوا مواسير وظلوا هكذا.

الناقش السياسي يجب ان يكون وطنيا غيورا علي وطنه أكثر من حرصه علي الجري والاستحواذ علي السلطة، الناقش السياسي يجب أن يكون طرحه معقولا ومدروسا لا عاطفيا ومستحيلا كاللاءات الثلاثة، الناقش السياسي يجب أن يقرب لا يبعد ويجب أن يجذب لاينفر هذا مالم نراه في فولكر ولم نراه في الحقبة السابقة التي ذهبت غير مأسوفا ولا مبكيا عليها إلا من القلة القليلة.

نحن في عهد إنعدم فيه تماما الناقشون السياسيون، الذي نظه موسي يصير فرعون والذي نخاله عادلا يصير ظالما يبطش بهذا ويهمش هذا ويتشفي في هذا ويفعل مايفعل من اجل تثبيت اطناب حكمه الضعيفة والحفاظ علي بيته الخرب، إذن نفتقد الناقشين السياسين أمثال سوار الذهب والجزولي دفع الله فهل ياتري أمثال هؤلاء يتكررون؟.

Comments are closed.