من أعلي المنصة يكتب ياسر الفادني: الجن الكلكي!
سأل أمير إمارة في قديم الزمان مجنونا: ماحكم السارق ؟، رد المجنون إن سرق لعدم حوجة وجوع تقطع يده وإن سرق لحوجة وجوع فتقطع يد الحاكم. !! فاعطاه الأمير عطية وقال له إذهب وتمتم قائلا: صدق من قال: (خذوا الحكمة من أفواه المجانين)!، هذا الرجل الذي سأله الأمير جنه جن فلكي وهناك جن آخر أسمه الجن الكلكي، والجن الفلكي هو أفضل من الجن الكلكي، الجن الفلكي هو الذي يمكن أن ناخذ منه الحكمة لكن الكلكي هو الجن المتطرف ودا بعدو طوالي تأتي (مرحلة الاندراوة) وهي أخطر من كليهما لان المثل يقول: (الجن بداوي كعبة الاندراوة)!!.
هنالك نوع من انواع الجن هو الجن اللحظي للخروج من مأزق سياسي أو حرج معين، والإفلات من تبعات ذلك، يحكي أن الحجاج خرج يوما للنزهة فوجد شيخا فسأله: “كيف ترون ولاتكم قال: شر ولاة، يظلمون الناس ويستحلون أموالهم قال: فكيف قولك في الحجاج؟ قال: ذاك ما ولي العراق شر منه، قبحه الله وقبح من استعمله! قال: أتعرف من أنا؟ قال: لا، قال: أنا الحجاج، قال: جعلت فداك! أو تعرف من أنا؟ قال: لا، قال: أنا مجنون بني عجل، أصرع في كل يوم مرتين!! فضحك الحجاج منه وأمر له بجائزة، هذه القصة تذكرني بتصريحات بعض قيادات الحقبة التي ذهبت الذين حينما يسألون عن مواقف لهم حدثت وموثقة يعملون فيها رايحين ويدارونها بفرقعة بالونات تلهي المشاهد عن الإجابة ولا يجد إجابة مثال لذلك عشرات المليارات الدولارية التي قيلت بحوزة نظام البشير في ماليزيا والتي إن استردت الحكومة منها تسعة فقط نكون كشعب في وضع الرفاهية !، كانت كذبة وكانت سواقة بالخلاء حينذاك ولم يرد علي هذه الكذبة من قالها حتي الآن!
نعود لمجانين السياسة في هذه البلاد كلهم جنهم (كلكي) والعياذ بالله وأنواع الجن الكلكي السياسي هي كالآتي: الأحمق، الأخرق، المهووس، الهائم، المدلة، والمدلة تعني الذي ذهب عقله من الحب وهنا أقصد حب السلطة!!.
هذه الصفات للأسف تصيب السياسين في هذه البلاد فإن بحثنا عن الحمقي وجدناهم يتخبطون بهذه البلاد يمينا وشمالا، وأن سألت عن الخرقي تجدهم ظاهرين الذين يكتبون خطابات لاحتلال بلادهم ! اما المهوسون فهم جماعة الاحزاب التي ليس لها شعبية لكن صوتها عالي مستخدمة آلة اعلامية ضخمة وهم يمكن أن نطلق عليهم الهائمون أيضا، اما الذي أصابه الجن الكلكي نوعية حب السلطة فهؤلاء حدث عنهم ولا حرج يظهرون خلاف مايبطنون يصرحون أن الانقلابيين هم الشيطان الأكبر ولا بد من إزاحتهم من المشهد السياسي تماما ويفاوضونهم سرا بواسطة السفارات وفي الغرف المغلقة وكشف حالهم حميدتي وأظهر المكشوف الذي (نكروه حطب)!.
الجن الكلكي السياسي!! الذي إنتشر في هذه البلاد هو ظاهرة مخلة ويجب أن تدرس وادهشني البروف علي بلدو حينما صرح ذات مرة أن معظم السياسيون يترددون علي عيادته، السياسيون محتاجون لجلسات علاج وجلسات رقية حتي يطير الجن الكلكي الذي علق بهم! اتمني لكم الشفاء العاجل يا (بهاليل) السياسة السودانية ولعل بهاليل مفردها بهلول وهو واحد من أساطين الجن الكلكي !.
Comments are closed.