قصائد من خارج الديار أثرت الوجدان السوداني (2 – 2)
شعراء عرب.. الحان سودانية
ملبورن: ولاء عبدالله عوض
مواصلة في سرد المدرسة الغنائية العربية السودانية، وما اخرجت من غناء رصين وجميل اسهم في الساحة الفنية اسهاما كبيراً ووجد قبولاً عند المستمع السوداني بكلمات صاغها اكبر الشعراء العرب واطربتنا بشجن عالي باصوات عمالقة الفن السوداني والذي كان منهم، الفنان محمد وردي الذي تغني باغنية (امير الحسن) التي قام بتلحينها ايضا وهي من الاغنيات العاطفية القريبة من كل الاجيال حيث صاغ كلماتها الشاعر المصري النوبي الصاوي عبدالكافي؛
من صحابك ومن قرايبك يا حبيبي بغير اليك
كل من قال يا حبيبي افتكرتو يشير اليك
واي عاشق لو تمنى قلت لازم شاف عينيك
يا امير الحسن
وايضا تغني وردي لنفس الشاعر باغنية (حبيب القلب)
حبيب القلب ياأغلى الحبايب
مالو حبك وراني العجايب
أحاول انسى حبك يا حبيبي
وارجع تاني مستغفر وتايب
اما العندليب الاسمر زيدان ابراهيم فقد غنى للشاعر المصري إبراهيم ناجي حيث غنى له زيدان اغنية (الوداع) التي يقول مطلعها: (داوي ناري والتياعي.. وتمهل في وداعي.. يا حبيب الروح هب لي بضع لحظات سراع)،،
وغني للعقاد (بعد عام) : كاد يمضي العام ياحلو التثني
ما اقتربنا منك الإ بالتمني ليس الإ !
وغنى لنزار قباني أشعاراً مليئة بالشوك والورود:
ياحبيبي على فمي إحترق الشوقُ ضمني وحطم عظامي
والتهم مبسمي وكسر ضلوعي واحتضني مثل الشتاء فإني في الهوى لا أطيق ضعف الربيع
ياحبيبي والوجد يبكي بعيني ربَّ عينٍ تبكي بغير دموع.
غرد واطربنا الفنان عثمان حسين برائعته (غرد الفجر) هي التي جمعته بالشاعر السعودي حسن عبدالله القرشي وكانت الاغنية منتهي الابداع بصوت عثمان حسين
غرد الفجر فهيا ياحبيبي
واستهام النور في الروض الرطيب..
وبغاث الزهر فوح مستطير
ونسيم الروض عطر وعبير
والدنا حب تناهي وشهور
اغنية (وطن النجوم) التي تغني بها الفنان احمد المصطفي بشجن كبير فهي للشاعر ايليا أبو ماضي، فالاغنية هي ملك لكل مغترب يحن للوطن.. وارض بلده، لكل من يستحضر ذكريات جميلة في أحضان وطنه، وما زاد القصيدة قوة وجمالاً أن الشاعر لم يسمي بلاده، وبالتالي فقد جعل كلمة الوطن ، شمولية تمس كل قلب يحن لمنبته وأصله.
يذهب بنا الشاعر إلى الزمن الماضي وذكريات الصبا والشباب الجميلة، حيث يقف في مشهد مؤثر ، يرسم فيه صورا من طفولة يغلبها الطيش والشقاوة، طفولة ترعرعت وسط حقول بلاده الواسعة، وأشجارها المورقة، وغصونها الباسقة وكان لصوت احمد المصطفي الذي يتدثر ابداعا القدح المعلي في اخراج الاغنية بهذا الجمال والشجن
وطن النجوم انا هنا حدق اتذكر من انا
انا ذلك الولد الذي دنياه كانت ها هنا
انا من مياهك قطرة فاضت جداول من سنا
انا من ترابك ذرة ماجت مواكب من منى
انا من طيورك بلبل غنى بمجدك فاغتنى
حمل الطلاقة والبشاشه من ربوعك للدنا
كان عبدالعزيز محمد داؤود يحرص على اختيار النص الغنائي الجميل الذي يكون له وقع كبير على المستمع السوداني المعروف بحبه للنصوص الجميلة والمميزة.
ويتنوع النص الغنائي عنده من قصائد مكتوبة باللهجة العربية السودانية إلى أشعار باللغة العربية الفصحى
فاطربنا الفنان عبدالعزيز محمد داوؤد برائعته (ياعروس الروض ياذات الجناح ياحمامه) للشاعر اللبناني الياس فرحات
فهي كلمات متكاملة المبنى والمعني رسم بها الشاعر حياة الغربة والناس وطباعهم وكيف يعيش الإنسان بكرامة وسلام.
وايضا تغني ابو داؤود باغنية (هل انت معي) للشاعر المصري محمد احمد علي.
يعتبر الفنان الراحل حمد الريح هو أول فنان عربي تغني للشاعر الراحل نزار قباني وذلك بأغنية (حبيبتي) والأغنية من ألحان الأستاذ حمد الريح.. وهو سبق كل المطربين العرب الذين تغنوا للشاعر نزار قباني حيث يعتبر حمد الريح هو من فتح تلك المغارة الشعرية المهولة
حبيبتي إن يسألوك عني
فلا تفكري كثيرا
قولي لهم بكل كبرياء
يحبني كثيرا..
وايضا تغني الفنان حمد الريح للشاعر التونسي ابوالقاسم الشابي بكلمات اغنية (الصباح الجديد) تتدفق ابداع من مضمون واهداف تحرر فكر الانسان وانتقاله من حياة اليأس الى الى الامل والتفاؤل.
اسكني يا جـراح.. واسكتي يا شجون
مات عهد النواح .. وزمان الجنـون
واطل الصباح .. من وراء القرون
جمعت كلمات اغنية (عذبة انت كالطفوله) الشاعر التونسي ابوالقاسم الشابي والفنان حسن سليمان الهاوي
قصيدة ملء السمع والبصر والروح لما فيها من دفق حنين وجرس طيب الايقاع.
عذبة انت كالطفولة كالاحلام كاللحن كالصباح الجديد.
كالسماء الضحوك كالليلة القمراء كالورد كابتسام الوليد.
الفنان العاقب محمد حسن لادائه الفريد والمتميز والحانه الشجية والعذبة ابدع في اغنية (ياحبيبي اين ايام الصفاء) للشاعر السعودي الامير عبدالله الفيصل وقدم العاقب فنا راقيا واشتهر باهتمامه بالموسيقى العربية
ياحبيبي اين ايام الصفا يوم كنا كل صبح ومساء في تلاق وعناق وهناء
إن رأيت البدر في كبد السماء
أو رأيت الطير يشدو بالغناء
يا حبيبي أين أيام خوال؟
تأثر الفنان الموسيقار محمد الأمين بالمدرسة العربية في التأليف الموسيقي وحتى على مستوى المفردة الشعرية وذلك يتضح بجلاء في اختياره لأغنية (طائشة الضفائر) للشاعر نزار قباني وهي تعتبر من أغاني البدايات في تجربته الغنائية ووجدت صدي واسع واصبحت من اميز الاغاني السودانيه بالفصحي
تقولين الهوى شيء جميل
ألم تقرأ قديمًا شعر قيس
أجئتِ الآن تصطنعين حبًا
ذبحتي به الفؤاد ولم تحس.
(امة الامجاد) اداء الثنائي الوطني وكلمات الشاعر المصري مصطفي عبدالرحمن فمن منا لم تحرك فيه هذه الأبيات نخوه الوطنيه التى همدت تحت أقدام القبلية المتفشية والعسكرية القاتلة لكل جميل وعزيز لدينا هذه القصيدة وبالرغم من أن كاتبها ليس سودانى الجنسية ولكنها أصبحت من ذخائر الإنشاد الوطنى السودانى. فهي تشعل داخل كل مستمع لها حماسا وطنيا لايحده حدود
أمتى يا أمة الأمجاد والماضى العريق..
يا نشيدا يحيى ويجرى فى عروقى..
أذن الفجر الذى شق الدياجى
فى عروقى..
وطريق النصر قد لاح.. فسيرى
فسيرى فى الطريق…
قدم الشاعر المصري الكبير فاروق جويده قصيدته (عذرا حبيبي) هدية لفرقة عقد الجلاد والتى انطلقوا بها وحققت نجاحا مدويا فى الشارع السودانى.. وذاع صيت فرقة عقد الجلاد فى أكثر من دولة، خاصة إنهم استخدموا فى تلحينها إيقاعات افريقية وشرقية مع الموسيقى السودانية وكان الأداء جماعيا رائعا و”عذرا حبيبي” من اميز الاغنيات واجملها للعقد .
Comments are closed.