مصطفى ابوالعزائم يكتب: خطاب الكراهية في أكاديمية نميري..!

440

يوم الأربعاء الموافق الثاني والعشرين من يونيو الجاري، كنا على موعد مع ندوة تشرّفنا بحضورها داخل أكاديمية نميري العسكرية العليا، وهي الندوة المنهجية رقم (2) لدورتي الدفاع الوطني رقم (34) والحرب العليا رقم (22)، وقد جاءت الندوة تحت عنوان “خطاب الكراهية وأثره على الإستقرار السياسي في السودان”، برعاية رئيس هيئة الأركان، وقد خاطبها نائب رئيس هيئة الأركان للتدريب الفريق الركن عبد الله البشير احمد الصادق، وأشرف على الندوة اللواء الركن معتصم عباس التوم أحمد، مدير أكاديمية نميري العسكرية العليا.. ولبّى الدعوة الكريمة نفرٌ كريمٌ من أهل الصحافة والإعلام، ومن مراكز البحوث والدراسات ذات الصلة بالجامعات، أو تلك المراكز البحثية المستقلة.

موضوع الندوة وعنوانها كان هو الجاذب الأكبر لكل الذين شاركوا فيها من غير الدارسين في الأكاديمية، خاصةً وإن المتحدّثين في الجلستين، هم ممن يمكن أن نطلق عليهم أهل إختصاص وخبرة، وهم السادة البروفيسور أحمد حسن الساعوري، الذي قدم الورقة الأولى بعنوان (خطاب الكراهية في السودان) ، وقد عقب عليها الدكتور خالد التجاني النور، بينما قدم الورقة الثانية البروفيسور عبد اللطيف البوني، وقد كانت بعنوان (الإستقرار السياسي في السودان)، وعقّب عليها الدكتور التجاني السيسي محمد أتيم .

شارك كثيرون في النقاش وفي تقديم مقترحات حول التوصيات، وقد كانت القاعة الواسعة داخل الأكاديمية مسرحاََ لعرض أفكار ومقترحات ورؤىً كثيرة ، من قِبل الدارسين، أو من قِبل القيادات التي شاركت في الندوة، ومن قِبل بعض أهل الصحافة والإعلام ، ومراكز البحوث والدراسات السياسية.

أتيحت لصاحبكم فرصة المداخلة والتعقيب، والموضوع هو أحد الموضوعات التي تشغلنا، خاصة وأننا كنا قد نظمنا يومي الإثنين والثلاثاء (13_ 14) يونيو الحالي، ورشة عمل بإسم المنتدى السوداني للتنمية الثقافية والاعلام، الذي أتشرف برئاسته، بالتعاون مع المجلس القومي الصحافة والمطبوعات الصحفية، حول دور الإعلام في محاربة خطاب الكراهية، وقد شارك فيها أكثر من أربعين من شباب الصحافة في مختلف الوسائط، وقدّم أوراقها الخبراء البروفيسور على محمد شمو، والدكتورة بخيتة امين، والدكتور عبدالعظيم عوض، والأستاذ عبود عبدالرحيم، والاستاذ عوض أحمدان ، وقدّم كثيرون مداخلات قيمة ومفيدة حول الموضوع .

أما في ندوة أكاديمية نميري العسكرية العليا فقد شارك عددٌ من الصحفيين بمداخلات قيمة، ويمكن أن نختصرها في أنهم حرصوا على تعريف خطاب الكراهية، وتعريف الحرياتة، وقد أشار صاحبكم إلى أن الحريات العامة تقوم على حرية الرأي والمعتقد ، ثم حرية التعبير، فحرية النشر لذلك كان لابد من المطالبة بضبط حرية النشر من خلال التشريعات والقوانين الصارمة، التي تحدّ من الإساءة للآخرين، أو تحقيرهم بما يولد هذا الخطاب البغيض.

وأشار صاحبكم إلى أن مصطلح صراع المركز والهامش، ليس دقيقاً، لأن السبب الرئيسي في تقديرنا هو إحتكار السلطة، بدءاً من سلطة الإدارة الأهلية المتوارثة، أو سلطة البيوتات الطائفية، وقيادات الاحزاب الموروث والمتوارثة، وحتى الطوائف الدينية والطرق الصوفية، مما يخلق لدى البعض إحساس زائف بالتفوق، وأنهم أعلى درجة من غيرهم، وهذا هو ما يؤجّج نيران الفتنة والصراع على السلطة، سواءً كانت دنيوية أو دينية أو سياسية، وقد إمتد هذا الأمر إلى الأندية الرياضية، التي أضحت حلبات للصراع على الفوز بمقعد الإدارة الأول في كل ناد رياضي .

قدمنا بعض المقترحات لتكون ضمن التوصيات، من بينها وضع التشريعات التي تمنع خطاب الكراهية وتشدّد في العقوبة، ومقترح آخر ب(تشبيك) مراكز البحوث والدراسات في جسم واحد للوقوف عند هذه المشكلة ووضع حلول لها، مع تكوين غرفة إعلام مركزية لمناهضة خطاب الكراهية، وأن يصبح الولاء للوطن، على أساس الهوية التي تقوم على الإنتماء للسودان أولاً، وأن نقف جميعنا تحيةً وولاءً للعلم.. فالمؤامرة كبيرة، وإستهداف البلاد لن يتوقف إلا إذا تفتّت السودان وحصل كل متآمر على نصيبه من موارده الغنية غير الناضبة.
Email : sagraljidyan@gmail.com

Comments are closed.