ياسر الفادني يكتب: رَجِّعُونا محل لقيتونا!!

379

كل الذين يذهبون ويتفاوضون مع فولكر منافقون، كلهم يقولون لا للتدخل الأجنبي في شؤون البلاد وعندما تتم دعوتهم من فولكر في تاريخ محدد وساعة محددة يأتون قبلها بساعة أو ساعتين وفيهم من يستأجر شقة بالقرب من تقاطع اوماك مع الستين ليكون قريبا وما (تشيلوا نومة) ويطلع من المولد بلا حمص ! كلهم يركبون سرجين و (رَكَاب سرجين وِقْيِع) !! السياسي القوي والوطني الغيور عندما يقول شيئا بجب أن يثبت عليه ويكون (كلامو دوغري)!.

أنا استغرب جدا بعض السياسيون ينفخون اوداجهم ويرفعون أصواتهم ويقولون لا.. (لفوكر) ويظهرون اثناء خطابهم الناري المفتعل بشكل الأسود.. لكن عندما يجلسون مع فولكر يصيرون (فراريج) داجنة!! هم يعرفون تماما أن الرسائل التي يقولونها (بحلاقيمهم) العريضة تصل فولكر ، فولكر رجل استخبارات من الدرجة وكل مايحدث في هذه البلاد يصله إن كان كبيرا أو صغيرا، النفاق السياسي الذي لبسه هؤلاء السياسيون صار مذهبا، يظهرون خلاف مايبطنون إنعدم الصدق تماما فالصادق فيهم الذي (يشرك ويحاحي) ! والأمين والمخلص فيهم الذي يقول سلموا (الظرف) لي سواقي، والشفيف فيهم هو الذي يقول لمنسوبيه كنت صادقا وقلت كذا وكذا ويصفقون له وهو كاذب !.

أكثر مايحيرني أن بعض السياسين بل كلهم يعتقدون أنهم مفوضون من قبل الشعب وتاخذهم العزة بالاثم في ذلك، ويقولون نحن الذين نمثل الشارع وهم يدخلون الشارع في بداية كل موكب ويأخذون الصور و(يكبرونها بالباب الوراء) ! سريعا ولا يشتمون رائحة البمبان ولا درش (السكسك)! أروني قيادي منهم إرتقي كما يقولون، أروني منهم من أصيب في موكب، أروني منهم من أصيب ابنه أو استشهد، إذن من فوضهم؟ الإجابة هو من كتب سيناريو وحوار هذه التمثيلية الذين يؤدون ادوارها باحترافية.

أكبر كذبة لهؤلاء السياسيون هي التفويض الذي يتحدثون عنه، مثال لذلك حكومة حمدوك التي تغيرت إلي ثلاث حقب في فترة سنتين وتزيد والذين قالوا نحن اتينا من صلب هذا الشعب وفشلوا ولم يفعلوا لشعبهم شيئا بل صاروا يتاحشون اللقاءات الجماهيرية لأنهم يخافون أن يسمعوا هتافات ضدهم كماحدث من قبل لبعض النافذين فيهم عندما هتف ضدهم (بي كم بي كم قحاته باعوا الدم)؟.

للأسف الشديد نحن نعيش في وطن السياسيون فيه ممثلون بارعون في فن الخدعات التمثيلية حكامه مترددون، شعبه فاقت شكواه الأمرين وتضاعفت وصارت(امرات) إلي ما لانهاية كما يقول معلم الرياضيات! ، نفتقد القوي الأمين الصادق الواضح الحصيف الحكيم، نحن نفتقد الذي ينظر إلى مصلحة وطنه ولاينظر إلي كيف يصل السلطة بأي شكل كان، ثلاث سنوات لم نتفق علي حكومة انتقالية انموذج ثلاث سنوات لم ينال هذا الشعب تقدم ولا رفاهية و لاعيش أفضل من الذي كان عليه في عهد البشير، رجعونا محل لقيتونا واتخارجوا بكرامة البليلة إن كانت لكم بليلة اصلا .

Comments are closed.