ياسر الفادني يكتب: كرتي حامل للمسك أم نافخ للكير؟
علي كرتي ذلك الرجل الذي كلف أمينا مكلفا لإدارة تنظيم الحركة الإسلامية الجناح الشقيق لحزب المؤتمر الوطني بعد وفاة الزبير محمد الحسن في السجن، برغم حظر الأخ الثاني لكن في نظري الشقيق الأول لم يحظر لكنه تعطل وتم التضييق عليه من قبل الحقبة التي تكلست وانزوت، حقيقة تقال أن المؤتمر الوطني لم يسكن نشاطه كان يعمل في الخفاء ووصل نشاطه درجة أنه عقد الشوري الخاصة به في الخرطوم وحضرها أعضاء من الولايات وخرجت ببيان متعقل ومتوازن برغم التضييق وأن رئيس الحزب غندور في السجن وكلف خلفا له إبراهيم محمود الذي دخل السجن هو الآخر من قبل وافرج عنه.
لعل هذا الفراغ الذي حدث تم إدارته بحصافة وحكمة ورؤية ثاقبة من قبل علي كرتي ويجب أن يطلق عليه بطل الحركة الحصيفة المتعقلة الخفية !، كرتي كان مطلوبا من قبل زمرة التيه التي سبقت حكما، علي كرتي طوال فترة التضييق والمطاردة لقيادات الحزب بواسطة لجنة إزالة التمكين سيئة الذكر ظل في حالة سكون وعدم إنفعال وتمسك بوضعية كظم الغيظ ومنهج ستجدوني إن شاء الله صابرا لكن سوف أخطط لكم أمرا !!، ولعل بذكاءه جعل قحت تنشغل به وبازالة تمكين حزبه وصار شغلهم الشاغل وغفلت عن الأشياء الجوهرية في حكم البلاد وتسبب ذلك في فشلهم، هذا يشبه تكتيك مدرب الفريق الرياضي عندما بتخذ خطة وطريقة (الأوف سايد) ليقع الفريق الخصم في وضع التسلل دائما وقد فعل وصار ماانجزوه القحاتة واعتبروه أهدافا كلها طلعت ( سارق) ! بلغة أهل المستديرة بعد أن اظهرت ذلك تقنية أل ( var) ! السياسي.
الذين إختاروا هذا الرجل لقيادة تنظيم الإسلاميين في هذه الفترة الحرجة أعتقد أنهم وفقوا إلي درجة ممتازة في إختيار عنصر صلب مع الفكر مع الذكاء مع تغير التعامل وفق الراهن الذي يحدث للاسلاميين من عدوهم اللدود اي شخصية غير علي كرتي كانت لا تنجح في ذلك وربما تنجر وتساق وتغضب لمنهج الشيطنة الذي كان أسلوب بني قحت تجاه الإسلاميين علي كرتي أجاد الدور تماما متبعا أسلوب خطة متغيرة تناسب المرحلة التي تفرض عليهم كل مرة وحين مزاج القحاته !.
إنعقدت شوري الحركة الإسلامية بالأمس ولعلها كانت في ظرف أفضل مما سبق وروح جديدة أفضل من روح الإحباط السابقة، تم طرح رؤية لتعديل ماسبق وتقييم وتقويم المعوج في جسم الحركة الإسلامية وخلصت الشوري بمقررات تصب في تجويد وتمتين العمل في المرحلة المقبلة ولعل كرتي ترك تيمم التكليف بعد أن حضر ماء الإختيار رسميا، كرتي من مميزات شخصيته أنه ليس خلافي ويحب أن يجمع الناس حوله من أجل السير قدما نحو الأمام ولا يميل إلي البكاء علي الذي ذهب بل يصبر علي ذلك ويحتسب ويقلب الصفحة القديمة ويفتح صفحة جديدة.
الذين يتحدثون كذبا أن كرتي هو العقل المدبر لاقصاء البشير من الحكم فهو مخطيء لأن إقصاء البشير تم بخيانة من أناس معروفين الذي يظن أن كرتي سعي (لفرتقة) قيادات الشعبي هو ناقص الفهم ، الرجل له تخطيط عميق ومدروس لكيف يكون مستقبل الإسلاميين بعد الصدمة التي أصابتهم والتي تلاشت الآن وذاهبة إلي التلاشيء الكامل.
يجب علي كرتي توحيد الإسلاميين وبذل مجهود في إرجاع الذين أعلنوا المفاصلة قديما إلى حضن أمومة الإسلاميين ومعالجة الخلاف بين الأخوين الأشقاء داخل التنظيم الذي ظهر أخيرا ، عليه طي صفحات الماضي والإحاطة بالعضوية الكبيرة إحاطة حقيقية وتغيير منهج الإحاطة القديمة (الزائدة موية) ! والعمل علي بث روح النشاط فيها من جديد وإيجاد مساحة طيبة و يسبق الاحزاب السياسية الأخري التي تردت فكرا ومنهحا وسلوكا والتي بيوتها السياسية الآن أصبحت ضعيفة وأوهن من بيوت العنكبوت، يجب عليه أن يضخ في اوردة قيادة الإسلاميين دماء جديدة ورجال مناسبين لقيادة المرحلة القادمة وفي التجديد رحمة وتغيير و(الجديد شديد) كما يقول المثل! .
Comments are closed.