السلطة الرابعة.. حين تتحول إلى الكلمة الرائعة!
ملبورن: ولاء عبدالله عوض
هناك علاقة وثيقة تربط مابين الشعر والصحافه فكل منهما لديه رساله للمجتمع ولذلك هناك نماذج ناجحة استطاعت ان تمزج بين الشعر كموهبة والصحافة كمهنة واثروا مكتبة الغناء السوداني بأجمل الكلمات والالحان كما انهم وضعوا بصمة واضحة في بلاط صاحبة الجلالة، فاسهموا اسهاماً كبيراً في المجالين تتطرقنا الي الابرز منهم خلال هذا التقرير:
الشاعر/ حسين عثمان منصور :
ولد الشاعر حسين عثمان منصور عام 1926م فهو شاعر وسياسي وصحفي قدم للمكتبة الفنية العديد من القصائد الغنائية الجميلة وتغني له عباقرة الفن الاصيل لكنه كان مقلاً في كتابة الشعر وهو من سكان الخرطوم الاصليين حيث كان يقطن في وسط الخرطوم ومن قصائده التي تغني بها الفنانون: (ايام زمان- احمد المصطفي) – (اجراس المعبد- مصرع زهرة- عبدالعزيز محمد داؤد) – (وحياة عيون الصيد– عثمان حسين) – (لو قلت ليك حياتي بيك- ابراهيم عوض) – (هبي ياسعاد- يوم- انسي ياقلبي الحب- فتاتي- حسن عطية) – (ليل وكأس وشفاه- سيد خليفة) – (توية- ذكرياتي- الكاشف) – (يا روحي سلام عليك- عبيد الطيب) – (اخر عهدي بيه- صلاح مصطفي) – (ذات الرداء الازرق- الكابلي) – (ياناس انتو وين انتو- نحن واحد ما اثنين- فوتو فوتو- محمد حسنين).
أسس حسين عثمان منصور اول مجلة سودانية عام 1956 سماها مجلة الصباح الجديد، وهي مجلة سياسية فنية واجتماعية قاد من خلالها ثورة الشعراء بمطالبته باذاعة اسماء الشعراء في الاذاعة عندما يتغنى الفنانين بقصائدهم، ويعتبر حسين عثمان منصور أول سوداني ينال تصديقاً لتأسيس مجلة سودانية وأول رئيس لاتحاد شعراء السودان، ولم يكن حسين عثمان منصور صحفياً وشاعراً وحسب بل كان سياسياً منتمي للحزب الاتحادي الديمقراطي ورغم ذلك فقد ساهم في تأسيس اتحاد الشباب السوداني في ديسمبر 1956م وكان عضواً في اللجنة التمهدية ومعه الاستاذ ميسرة السراج ودكتور ادهم علي والفنان عثمان الشفيع واخرون تم أعتقاله عدة مرات، مرة عندما كان طالباً يدرس الحقوق بمصر عام 1948، ومرة في عهد الرئيس جعفر نميري 1969 غادر بعدها حسين سجن كوبر الي ليبيا ومنها الي لندن توفي في عام 1997 م له ديوان شعري باسم (اجراس المعبد) وكتابا عن الزعيم اسماعيل الأزهري بعنوان (الطريق إلى البرلمان)
السر احمد قدور:
السر قدور شاعر غنائي، وممثل مسرحي وكاتب صحفي ومقدم برامج تلفزيونية ولد في عام 1934، عمل بالاذاعة السودانية في وقت مبكر في حياته وعمل مع مجموعة من الممثلين المسرحيين في إعداد وتقديم التمثيليات الإذاعية القصيرة التي تبث ضمن برامج إذاعية أخرى مثل برامج الأسرة أو المرأة أو الطفل أو التعاون أو الإرشاد الزراعي والصحي وغيرها عمل قدور بإذاعة ركن السودان في مصر، وإذاعة وادي النيل وقناة النيل الأزرق الفضائية، كما عمل في المسرح أيضا مع أحمد عاطف والفاضل سعيد وعثمان حميدة، وكتب عدداً من النصوص المسرحية من بينها مسرحية “المسمار” التي أدى دور البطولة فيها الممثل السوداني علي مهدي في ثمانينيات القرن الماضي ومسرحيات “الرجل الذي ضحك أخيراً” و”شهر العسل الرابع” و”يحلها الشربكها”.
كما كتب قدور العديد من القصائد الغنائية الناجحة التي تغنى بها مطربون كبار ومن بينها قصيدة “أرض الخير” التي قام بأدائها إبراهيم الكاشف وأغنية “ست البنات” لصلاح ابن البادية و”حنيني إليك” أداء محمد ميرغني، و”أنا بهواك” غناء صلاح محمد عيسى وقصيدة “إتلاقينا مرة” للعاقب محمد حسن، وغنى له القلع عبد الحفيظ “لاموني فيك الناس” وأيمن دقلة “فرح الليالي” كما غنت له الفنانة وردة الجزائرية قصيدته “أسألوا الورد” وقامت المطربة السورية زينة افطيموس بتجديد أداء قصيدتة “أسمر جميل” التي غناها إبراهيم الكاشف.
والسر قدور مؤلف كتب، وقد صدرت له أربعة مؤلفات في توثيق فن الغناء السوداني والمغنين السودانيين وكان أحدهما بعنوان “الفن السوداني في خمسين عاماً” والآخر بعنوان “الحقيبة شعراء وفنانون” والثالث كتاب “أحمد المصطفى فنان العصر” والرابع هو كتاب “الكاشف أبو الفن”، وبذلك يكون قد أسهم في تشكيل مكتبة الغناء السوداني، فضلاً عن أنه مدير لمؤسسة في القاهرة تعني بنشر الأعمال الأدبية والفنية هي مؤسسة الشراقة للطباعة والنشر.
ومن أعماله الشهيرة أيضاَ تقديم برنامج “أغاني وأغاني” الرمضاني على شاشة تلفزيون قناة النيل الأزرق.
فضل الله محمد
ولد فضل الله محمد فضل الله في ود مدني 1944 عمل صحفيا في دار الأيام وترأس تحرير (السودان الجديد) الأسبوعية وعمل نائبا لرئيس التحرير في صحيفة الأيام ورئيساً لتحرير الصحافة ثم تقلد رئاسة مجلس إدارتها، وعمل في مجلة الأشقاء وأسس مع رفيق دربه الباقر أحمد عبدالله صحيفة الخرطوم.
كتب أجمل القصائد والأشعار التي كانت من نصيب محمد الأمين شكل ثنائية فريدة معه في أغنياته العاطفية والوطنية، ومن اجمل كتاباته “أكتوبر واحد وعشرين” وكتب ايضا للموسيقار ود الامين (الحب والظروف)، و(بتتعلم من الأيام)، و(الجريدة)، و(كلام زعل)، و(الموعد)، و(قالوا متألم شوية)، و(زاد الشجون) وغيرها.. تغنى له عبد العزيز محمد داود (في حب يا أخوانا أكتر من كدا؟)، كما غنى له ابوعركي البخيت (طريق الماضي) و(بوعدك) . وتظل أغنية من (ارض المحنة ومن قلب الجزيرة) شامة وعلامة حب كبيره لمدينة ودمدني، وقد صدح بها الراحل محمد مسكين. وقبل رحيله عمل رئيسا للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات.
Comments are closed.