نجلاء صالح تكتب: لماذا تنساق للمحتوى التافه؟
في مواقع التواصل الاجتماعي لا يهم، اسمك، ولا عمرك، ولا عنوانك، ولا موطنك، ولا مكانتك الاجتماعية، الذي يهم هو حرفك وما تطرحه من أفكار تهدف إلى إصلاح المجتمع ولمِّ شمله، ما يهم هو أسلوبك، أخلاقك في الحوار واحترامك للآخرين، وما رسالتك في هذه الحياة؟.
المهم والاهم هو المحتوى المفيد الايجابي الذي نستفيد منه الاجيال في بناء المجتمع، مواقع أوجدت لنكون فيها كالجسد الواحد، نكتب فيها أو نتكلم عن شيء نعيشه، عن أمل، عن هموم، عن قضية، عن معاناة، عن ألم او عن حلول لقضايا تهمنا عن افكار بناءه عن ارتقاء المستوي الفكري والثقافي لدي الفرد، ولكن للاسف ما نشاهده يحدث الان عبر مواقع التواصل الاجتماعي شء مؤسف جدا عباره عن تدنى في الاخلاق موضوعات تافه وسطحية، حيث خرجت أسرار البيوت، وانتقلت حياة الناس الخاصة على موائد “السوشيال ميديا” المدونة بتقاسم تفاصيل عن حياتها وتُشرك المتابع في خلافاتها الأسرية، ما يُشبع فضوله لاختراق الحياة الخاصة للآخرين، وكل هذا من اجل جلب اكبر عدد مشاهدات وكسب الرزق هل دا طبييعي والامر والادهى والمصيبه اقبال اعداد خياليه من المشاهدين ليشاهدوا ويضحكوا، للدرجه دي وصل بعد عقول الناس التفاهه، وكل هذا من أجل حصد الكثير من اللايكات والأرباح، ولو على حساب كرامته، والتهافت خلف شهرة مؤقتة أعمت عيونهم وعرَّت واقعهم الكئيب.
أصبحنا اليوم أكثر انتماء بالإكراه أو بالاختيار إلى مجتمع موغلٍ في التفاهة والرداءة، معلنين عن الانهيار المجتمعي والإنساني، لتصبح هذه الأداة أداة وأِْدِِ لخصوصيتنا التي أصبحت تحت الخطر دومًا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة)، قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة”. فما أكثر التافهين الذين يخرجون علينا كل ساعة بفيديوهاتهم وأحاديثهم الممزوجه بالتفاهة والفضائح، بعدما استسهلوا طلب الرزق.
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه “أميتوا الباطل بالسكوت عنه”؛ ونحن كمستخدمين للمواقع الاجتماعية علينا تجاهل هؤلاء فخطورتهم أصبحت في أنهم أصبحوا قدوة للأجيال المقبلة؛ وكانت أكبر حملة مواجهة للقضاء على الظاهرة في الغرب بإطلاق حملة “لا تجعلوا من الحمقى مشاهير” لكن لا يمكن أن نحارب ظاهرة تقوم على الجهل دون محاربة الجهل نفسه في بلدانا ومجتمعاتنا، كل إنسان يفكر بوعي عليه ألا يضيع وقته وفكره في متابعة فضائح وسخافات وإلا يكون مساهما في تدني المستوى الثقافي.
Comments are closed.