نجلاء صالح تكتب: «آسفين لو تأخرنا عليك»

105

على الطريق
نجلاء صالح
«آسفين لو تأخرنا عليك»

صباح مشرق وسماء صافيه وخلفيه تغريدة طيور، يا له من يوم جميل، تذكرت أن علي الذهاب لأحد المكاتب من اجل استخراج بعض الاوراق.

فخطر ببالي انه سيكون يوم طويل مزدحم وعلي الانتظار بالمكتب لفترة طويلة حتي انتهي من الاجراءات فهي المرة الاولي لي اذهب فيها لجهة متخصصة.

اخذت حقيبتي ووضعت بها بعض الاغراض التي يمكن ان تساعدني علي قضاء ملل الانتظار، ثم توجهت بالقطار إلى وسط المدينة وكانت عقارب الساعه تشير الي التاسعة صباحا.

وصلت الي المكتب وهنا اخدت نفساً عميقاَ لاني اعلم جيدا بانه سيكون هناك تطويل وملل في الاجراءات، هذا كان مفهومي عندما اذهب الي اي مكان لانهاء اي اجراء.

دخلت وذهبت للموظفه وشرحت لها ما اريده فردت علي بابتسامة وقالت “مافي مشكله سننظر لك في الامر”.

فقامت من مقعدها ووجهتني الي آلة ووقفت معي واستخرجت كارت يحمل رقم 9 وقالت عند سماعك لهذا الرقم لو سمحتي اتفضلي علي الشباك.

لم تقم باحراجي ولم تشرح لي من مقعدها بل قدمت المساعدة من اجل اسعادي، شكرتها وجلست ولم تمضي العشرة دقائق الاولي الا وقد سمعت من ينادي علي رقم 9 .

وهنا ذهبت الي شباك به موظفة اخري شرحت لها ما اريده رحبت واعتذرت لي انني جلست 10 دقائق في انتظار دوري “آسفين لو تاخرنا عليك”.

ثم بذلت قصارى جهدها دون اي ملل او توتر، وبكل ود واحترام مصحوبة بابتسامة انهت ما اريده بل لم تتوقف عند هذا فقامت بمنحي بعض النصائح والارشادات من اجل تسهيل الاجراء في المرات القادمة.

وسالتني اذا كان لدي اي استفسار آخر؟ فتوجهت لها بالشكر وتركت المكتب واكاد لا اصدق ان الاجراءات انتهت خلال 30 دقيقة وسط روح من الاخلاص والدقة والابتسامة علي الوجوه.

لم اشاهد مراقب للموظفة بل رايت ضميراَ مخلصاً داخلها، لذلك ستبقي الحياة اكثر جمالا اذا كان هناك ضمير مراقب للذات في اي مكان.

اذا وجدنا تعامل باخلاص وصدق لا تصحبه مصلحة وبهذا النظام والدقة ستكون مجتمعاتنا في امن وامان.

Comments are closed.