حكاية من حلتنا يكتبها آدم تبن: وأقول للدنيا ديل أهلى (3)

100

إن أهل القرآن الكريم هم أهل الله وخاصته فهذا شرف عظيم نالوه بأن وفقهم الله لخدمة كتابه الكريم حفظا وتلاوة وتفسيره وتعليما فمئات الناس من العامه فى بلادى إختصهم الله عز وجل أن جعلهم خداما للدعوة ونشر تعاليم الدين الاسلامى بين أفراد المجتمع فهاهى المآذن ترتفع عالية فى المدن والقرى وصوت مؤذنيها يرتفع فى السماء كل يوم خمس مرات مناديا أن حى على الصلاة حى على الفلاح فيترك الناس أعمالهم ويأتون زرافات ووحدانا ملبيهم لنداء الصلاة ليفوزوا بأجر شهود الجماعة فى بيت من بيوت الله عز وجل وياله من فوز فلاح فطوبى لمن بنى مسجد ولمن عمره بالذكر والصلاة .
وخدمة كتاب الله نعمة كبيرة فالسعيد من وفق فى أن يكرمه بخدمة ثوابها فى الدنيا والآخرة.

ومحدثى الذى جمعتنى به صدفة لمن نخطط لها، يقول لى أنهم فى إحد الخلاوي القرآن الكريم يخدمون حفظة كتاب الله تعالى منذ سنوات خلون وتطرق لئ عن نشأة هذه الخلوة القرآنية ،ومنها كانت البداية لتحفيظ القرآن واستمر الى يومنا هذا ، فالقرآن الكريم هو كتاب الله الذى تعهد بحفظه الذى قال فى محكم التنزيل بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) فهو محفوظ من أن يحرف زيادة أو نقصان أو تبديل كما يقول أهل التفسير ويسخر الله له أصحاب الهمم العالية والنفوس الكبيرة فيقدمون أغلى ماعندهم ليظل هذا القرآن محفوظا جيلا بعد جيل.

ويقول لى محدثى أن والده كان يمتلك عربة (بوكس) وبعضا من الثروة الحيوانية وتسمى عند أهلنا ف الارياف ب(السعية) بفتح السين وكسر العين وفتح الياء والتاء المربوطة ،فقام ببيعها جميعا وقام بإنشاء خلوة لتحفيظ القرآن الكريم فى منطقته وكانت تلك هى تجارته الرابحة التى إنتقل فيها الى أحد خدام القرآن الكريم والدعوة الى دين الله تعالى ، فإن سنحت لك الفرصة وتجولت فى وطننا الكبير السودان ستجد أنك أمام أفراد من أهل هذا البلد ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور فخدمة كتاب الله لاتقدر بثمن فأنت تتجار مع الله ويكفيك أنك ساهمت فى تكون أحد ممن وفقهم الله لخدمة حفظة القرآن الكريم .

ومثل هذا الانسان المنفق ماله ونفسه لوجه الله وفى سبيل تعليم كتاب الله عز وجل فهو نموذج نتوقف عنده ليزودنا بمعانى كبيرة وعظيمة فإن (من طلب العلاء سهر الليالي) وبذل أغلى ماعنده من (سيارة وثروة حيوانية) يضحى بهما من أجل أن ينال شرف تحفيظ الطلاب كتاب الله وهو على يقين بأن ما ضحى به سيخلفه الله وهو خير الرازقين ، فالارزاق بيد الله تعالى يغنى هذا ويفقر هذا وله فى ذلك حكمة لايعلمها إلا هو فيا أهل الدثور لاتبخلوا على مؤسسات الدعوة من المساجد والخلاوى ومراكز تحفيظ القرآن الكريم بإنفاق القليل من المال فقد (سبق درهم ألف درهم).
“وديل أهلى البقيف وسط الدارة وأقول للدنيا ديل أهلى”

Comments are closed.