حكاية من حلتنا يكتبها آدم تبن: خيرات بلادي والعلاج بالأعشاب
وإن جيت بلاد تلقى فيها النيل بيلمع فى الظلام زى سيف مجوهر بالنجوم من غير نظام ،هكذا كتب شاعرنا صلاح أحمد إبراهيم الطيرالمهاجر وأطرب بها فنان أفريقيا المرحوم محمد وردى فى اللحن والأداء وكلما تستمع له وهو يؤديها تشعر بعظمة الشاعر الذى صاغ كلماتهاومن لحنها ومن أبدع فى نقل كلماتها بالصوت للمستمع ، وهى أغنية فى حكاية مبدعة مملؤة بالمعانى والأوصاف التى تكشف جمال بلادناوجمال طبيعتها وسحر نيلها الذى يزيدها بهاءا وألق وجمال فهى بلاد النيلين ملتقاهما فى الخرطوم يسحر الناظرين تجلت فيهما قدرةالخالق ترى بوضوح ذاك الأزرق الدفاق وهذا الأبيض الهادى يلتقيان وينطلقان فى توأمة يكونان النيل العظيم الذى يجرى شمالا دونإنقطاع تمتلئ ضفتيه بأجمل البساتين الخضراء ذات الإنتاج الوفير من أغلب الثمار المحببة للآكلين ، وهى منتجات حلوة المذاق وفوائدهاالغذائية عديدة وذات مناظر جميلة وخلابة تشكل معالم سياحية طبيعية إن إحسنا إستغلالها وتسويقها بعلمية ومهنية لتغير واقعنا الذىنعيش فيه ونندب حظنا العاثر الذى أوقعنا فى رقعة جغرافية نريد أن نهرب منها جميعا وهى فى ذات الوقت لها من الموارد الطبيعية ما يدهشالعالم ويجعله فى حيرة من أمره بلاد بهذه الموارد وأهلها غير قادرون على إستغلالها فيا لها من مصيبة عظيمة وقعت فى أرضنا أرض الخيروالطيبة .
وبجوارى أحد الركاب فى المواصلات العامة كنت للتو قد بدأت معه حديثا مبسطا حول واقعنا الذى نعيشه إقتصاديا فكانت سانحة لتعيدحكاية من حلتنا بعضا من الصور الطبيعية التى تتميز بها بلادنا وتتفوق بها على العديد من البلدان فقد حبانا الله تعالى بنيل عظيم يشقأرضنا من جنوبها الى شمالها يحمل الخير لكل من يسكن بجواره وحتى البعيد يأتيه نصيبه من خيرات النيل العديدة زراعية كانت أو سمكيةفتلك نعم كثيرة لا نستطيع أن نعددها أو نعرف قيمتها الاقتصادية والغذائية والصحية فكم من منتجاتنا يرغب العالم فى إستهلاكها والتمتعبقيمتها الغذائية فهم يعرفونها أكثر منا نحن منتجوها وذاك عيب فينا باننا لم نحسن التعامل مع هذه المنتجات والوقوف على على أسرارهاالتى الصحية والغذائية والعطرية والجمالية، فالى وقت قريب كان العديد من أهل بلادى يتعالجون بالأعشاب الطبية، والطيور غذاؤها الرئيسهو الاعشاب والنباتات والأشجار وهى ذات فوائد جمة لايعرفها إلا بعضا من الناس والعلاج بالأعشاب ظاهر حتى فى المدن ذات الخدماتالطبية عالية الجودة ناهيك عن القرى والبوادى البعيدة التى تحتاج الى وقت لتصل الى مكان العلاج مما يجعل الكثير من المرضى وأهلهميلجأون الى الأعشاب التى هى أقرب إليهم من الطبيب ويعرفون بعضا من فوائدها العلاجية.
وكان تطوافنا الجميل بين تلك المدن والبوادى والمزارع والبساتين والغابات والأنهار والوديان زادنا علما ومعرفة بالخيرات التى تنتج فى مختلفالمواسم الزراعية فذهبنا الى الخضروات المنتجة فى الأراضي الزراعية الخصبة بالنيل الأبيض فكانت مدينة كوستى حاضرة بمنتجاتالطماطم والأسماك ومدينة الجبلين بمشاريع الزراعة التى تنتج المحاصيل الزراعية المتعددة، وذهبنا الى سنار وودمدنى حيث أسماك النيلالأزرق ذات الطعم والمذاق الشهى وعرجنا الى حلفا وتلك الأراضي التى لازالت بكرا منتجاتها لا تنافسها منطقة من المناطق الطماطموالبطيخ والفول السودانى ، وإكتشفنا أن منتجات الجنينة والفاشر تأتى العاصمة وهى طازجة فقد سهل لها طريق بارا أم درمان النقلوالترحيل لتصل الى أسواق العاصمة وهى منتجات طبيعية ذات جودة عالية والمستهلك المحظوظ من يوفق فى الحصول عليها ، وكذلك سهلالطريق لمحصول البطاطس التى ينتج فى نهر النيل وأم درمان الوصول الى مدن الفاشر والأبيض وأصبح التبادل التجارى بين هذه المدنسهلا وميسورا ، وهذه هى حصيلة تطواف حكاية من حلتنا فى رحلة صغيرة لم تستغرق أكثر من نصف ساعة كانت مليئة بالخيرات منالمحاصيل والمنتجات الزراعية والحيوانية التى تنعم بها بلادنا شرقها وغربها وسطها وشمالها وجنوبها، ونقول للناس بلادى بلاد ناس تكرمالضيف حتى الطير يجيها جيعان من أطراف تقيها شبع.
Comments are closed.