حكاية من حلتنا يكتبها ادم تبن : اطلت بشائر الشتاء

256

وكعادتها فصول العام لاتستحى عند دخول وقتها وتوقيتها الزمنى لايتزحزح ولا يتأخر فأيامه  لاتتغير لكن يمكن أن يتأخر طقسه فعندماينتهى فصل الخريف يحل فصل الشتاء خلفا له فتبدأ أحوال الطقس تتغير تدريجيا حيث تبدأ درجات الحرارة فى الانخفاض  ليلا وتتغيرالرياح من جنوبية غربية ممطرة إلا شمالية باردة ممطرة فى بعض المناطق وثلوج فى بعض المناطق وتصاحبها حركة رياح تثير الاتربةوالغبار وتدنى مدى الرؤية خاصة للمسافرين فى جميع وسائل النقل البرى والبحر والجوى فقد تتعطل حركة السفر لساعات أو ليوم كامل،والشتاء فصل تستمر أيامه وتتنوع خلالها أحوال الطقس وتتغير بإستمرار طبقا لطبيعة ومناخ كل منطقة أو دولة أو قارة فكل سكان هذهالمناطق يستعدون له بالتجهيزات اللازمة التى تعينهم على تحمل إنخفاض درجات حرارته وبرودة أجوائه وما يصحابها من غبار وأتربةتتسبب فى أمراض الجهاز التنفسي والحساسية وغيرها.

وعبارة تتردد فى تجمعات الناس تحمل الخوف والتوقعات أن يأتى فصل الشتاء ويكون البرد خلاله قارصا وقاسيا على الجيوب والبطونوالأجسام فكلها ذات أهمية للانسان فمن غير أن يكون الجيب أو المحفظة أو الجزلان أو الشنطة ممتلئة بالنقود والاموال التى تساعد فىتوفير متطلبات فصل الشتاء وإلا سيكون السؤال قائما (أها ناس الارصاد قالوا شنو فى التوقعات  لفصل الشتاء؟) وطبعا الجديد إنو منذرقال شنو وطبعا منذر هو خبير إرصاد جوى أوجد لنفسه مكانه بإمتلاكه لادوات متطورة فى تساعدة فى توقعات الطقس وتواجده الدائم علىمواقع التواصل الاجتماعى خاصة الفيس بوك ، ما علينا نعود لنقول أن فصل الشتاء فى بلادنا السودان له طعم ومذاق خاص للمزارعين فىالمشاريع المروية الذين يزعون فى الموسم الشتوى عددا من أصناف المحاصيل أولها بالطبع محصول القمح وهو محصول يزرع فى فصلالشتاء وكذلك الفول المصرى والطماطم والبطيخ والخضروات وتكون فرحة المزارع كبيرة إن إنخفضت درجات وحافظت على إنخافضها لفترةطويلة ، وما أجمل شتاء المزارعين الذين يزوعون وينتجون لنا الطعام لتشبع تلك البطون الجائعة.

ومن جميل ذكريات فصل الشتاء وطرفة إجتماعية سياسية إقتصادية تداولها الناس فى التسعينات عندما بادرت حكومة الانقاذ بتوطين زراعةالقمح فى السودان وكان وقتها البروفسور أحمد على قنيف وزير للزراعة ، تقول الطرفة أن الوزير و(العهدة على الراوى) عندما يعود إلىمنزله ليلا فى فصل الشتاء يدخل على أبنائه ويأمرهم باستعمال غطاء الشتاء (البطانية) لبردوة الاجواء حتى وإن لم تكن الليلة باردة ،وذلكحتى يطمئن على أن الاجواء باردة وهى ستساعد محصول القمح فى النمو الجديد ، وهكذا يهتم أهل الزراعة ويفرحون بقدوم فصل الشتاءرغما عن أنهم يخرجون مبكرين فى وقت إنخفاض درجات الحرارة وبردوا الاجواء وإزدياد حركة الرياح ويتعاملون فى مزارعهم مع المياه فىعملية رئ وساقية محاصيل العروة الشتوية .

ونحن كعادتنا فى بلادنا السودان لنا مبادرات إجتماعية منذ القدم فى فصل الشتاء وتكون موجهة فى كثير من الاحيان للمحتاجين منالأسر الفقيرة والمتعففة الذين لايسألون الناس إلحافا، فهم يعيشون بيننا لكن حياؤهم وتعففهم يمنعهم من مد أياديهم لسؤال الناس ولو كانوامن ذوى القربى ، فصبرهم على الحاجة وضيق العيش يدعو الناس وخاصة الأغنياء للتحرك تجاههم والوصول إليهم فى أماكن سكنهم ومديد العون لهم بتوفير الكساء وغطاء الشتاء ومؤنة من الطعام لتقيهم لسعات البرد وحدته التى تشتد فى بعض الأوقات وتسبب الوفاة ، ويالهمن عار وخيبة وحسرة إن مات أحد من أبناء جلدتنا بسبب فقدان الطعام أو الغطاء ،فهذا فصل الشتاء بشائره قد أطلت علينا فيا أهل الدثورأذهبوا بالأجور وقدموا الخير لأنفسكم فنحن فخورين بكم وذلك فضل الله يأتيه من يشاء.

Comments are closed.