‎حكاية من حلتنا يكتبها آدم تبن: خير جليس فى الزمان كتاب

212

وتتجمل حياتنا وتزدهر أيامنا وتكسوها السعادة والاطمئنان عندما نتعمق فى ماضينا ونعيش حاضرنا بحلوه ومره ونرسم بريشة المبدعالمستقبل اللسه سنينه بعاد فالماضى بذكرياته المختلفة يشكل لاغلبنا زادا ودروسا وعبر يستفيد منها من عايشها وشهد وشارك فى أحزانهوأفراحه التى لا تمر دون أن تحدث آثارها النفسية والبدنية والاجتماعية على الجميع ، وأهلنا وجدناهم يعرفون كيف يتعاملون مع واقعهمتجدهم يحملون الطمأنينة معهم أينما ذهبوا الرجل منهم أو المرأة الفقير منهم والغنى المتعلم منهم والأمى ، لاتظهر عليهم علامات تبين جزعهمأو قلقهم من الصعوبات التى تواجههم فى مسيرة حياتهم، إلا أننا لم نستطيع أن نتعلم منهم لسبب بسيط وواقعي نعيشه اليوم فكتاب حياتنانحن أهل السودان فى الغالب الأعم كتاب شفاهى نتدوال معلوماته بيننا ثم نترها فى مكانها إلا أن يعتريها النسيان وتموت بموت صاحبهاأو من عايش حقيقتها، فتجدنى فى تذكير دائم لمن أجالسه وأسمع عنه معلومات لأول مرة فأقول له ناصحا أكتب حديثك هذا ومعلوماتك التىذكرتها حتى تكون وثيقة إذا إحتاج الناس لها وجدوها لتعينهم فى حياتهم ،فمنهم من يستجيب ومنهم يتناسى ويذهب الى حال سبيله غيرمبال بشئ .

وأقول أن حكاية من حلتنا تواجه كما مقدرا من الرسائل التى تحثنى على توثيقها وإخراجها فى كتاب يفيد القارى فى المستقبل بل هناك منتواصل واستأذن بأن يقوم بتسجيل كل حكاية بصوته ويجعلها حلقات تبث فى برنامج إذاعى يهدف للاستفادة من التوثيق الذى تحمله لبعضواقعنا ، فكم هى مرهقة الكتابة إلا أنها ممتعة فى ذات الوقت بإعادتها لتنشيط الذاكرة التى بالطبع تمر بحالات الضعف والنسيان الذىيلازمنا فى كل زمان ومكان ، فكثيرا ما نعلق على شخص يقدم لنا معلومات جديدة وهى قديمة بأن فلان هذا صاحب ذاكرة حديدية وجيدة ،وكثيرا ما نتهمك ونتهم شخصا حاول أن يتذكر معلومة فلم يستطيع تذكرها بأن فلان ذاكرته خربه وأكل عليها الدهر وشرب ومابين أصحابالذاكرة الحديدية والذكراة الخربة يتحتم علينا أن نعيد تفكيرنا بأن نعيد للكتابة مجدها وللكتاب قيمته المادية والادبية والعلمية فخير جليس فىالزمان كتاب.

وللكتابة سحرها وألقها وجمالها وقدرتها على حمل الانسان من مكان إلى مكان ومن زمان الى زمان تجعله يعيش تفاصيله المختلفة دون أنيغادر مكانه ، فالكاتب يكتب لينعش ذاكرته ويسجل أفكاره وآراؤه ومبادراته ومعلوماته لتكون جسرا للتواصل بينه وبين القارئ الذى لايراهولايعرفه بل حتى فى أحيان كثيرة تختلف ألسنتهم فالكاتب يكتب بلغته والقارئ يقرأ بلغته لكنهما يصحبا كصديقين يقطنان فى حى واحد أودولة واحدة ، حيث أدت الترجمة دورا مهما وبارزا فى تسهيل التواصل بين الكاتب والقارئ ، فقد أشادت الترجمة للكاتب جسرا سهل لهالوصول للقارئ فى مختلف الظروف والأمكنة ، ولم يعد البحث عن الترجمة صعبا مثل سابق الأزمان حيث سهلت شبكة المعلومات الأنترنتللجميع الوصول للكتاب والكاتب الذى يبحثون عنه دون عناء أو مشقة وجعلت الصعب سهلا.

وفى أيام الدراسة والطلب فى المدراس والجامعات يجد التلاميذ والطلاب فرصتهم فى الدخول الى المكتبات التى تمتلأ بالكتب والدورياتوالمجلدات وينشأ بين التلميذ والطالب والكاتب والكتاب علاقة تبادل منافع مستمرة يستفيد منها الطالب كثيرا فيما يجده في الكتب التىتحمل فى داخلها كثيرا من العلوم والمعلومات التى كانت ستندثر وتتلاشى إذا لم يقم الكاتب بتدوينها وتوثيقها وطباعتها ونشرها فى كتابيحمل أسمه فبمثل ما للكاتب والكتاب من فضل على القارئ بتذويده بالمزيد من المعلومات ومفيدها فكذلك للمطابع  التى تطبع الكتب فضلكبير ومتجدد فى النشر والطباعة للجديد من الكتب وقديمها، وبلادنا تزخر بالمطابع التى ظلت تجود بطباعة الكتاب رغم ماتمر به من ظروفإقتصادية ضاغطة نعيشها جميعا فلاتزال رائحة أحبار الطباعة وقص الأوراق والتغليف وصوت ماكينتها يتواصل بهمة ليصل جديدها منالكتاب للمكتبات لتزين به الأرفف ويجده القارئ وقت ما يطلبه.

Comments are closed.