محمد الامين يكتب: اتفاقية جوبا.. السلاح يكسب

166

بقلم: محمد الأمين حامد/ فرنسا
بعد سقوط النظام البائد كان لابد ان تضع الحرب اوزارها، وان ترجع حركات الكفاح المسلح الي حضن الوطن.

لا ينكر احد دور اتفاقيه جوبا في وقف الصراع والحروبات والتهجير والتقتيل، لكن هذه الاتفاقيه اجد انها كارثيه في كثير من الجوانب فلها ما لها وعليها ما عليها.

اولا اختيار جوبا نفسها وماله من مدلولات كثيره، في ظل التزاوج بين الحركه الشعبيه شمالاً وجنوباً وتضاربات المصالح المشتركة، وهذه نقطة توضح الضعف السياسي للحكومه الانتقالية.

ثانيا، اتفاقيه جوبا في الاساس مستهدف بها حركات الكفاح المسلح سواء كان في دارفور او جنوب كردفان او النيل الازرق.

وهنا يدخل مصطلح تقسيم الثروه والسلطه ما بين المركز والهامش، واكبر مشكله هي تعريف الهامش نفسه.

يعتقد البعض ان هذه المناطق فقط هي الهامش ولكن في الحقيقة السودان كله عبارة عن هامش كبير.

والشرق مثلا هو اكثر المناطق تهميشا وكل الاماكن سواء شمال او جنوب او وسط تم تهميشها منذ الاستقلال بما في ذلك الخرطوم، تفتقر فيها كثير من المناطق لمقومات الحياة الاساسية.

كان لابد من وجود كل الاطراف لاجل تقسيم السلطة والثروه ولأجل تدارك هذا الامر ابتكر المفاوضون المسارات الخمس.

يتبادر الي الذهن كيفيه اختيار ممثلي المسارات الخمس ومن الذي فوضهم، الجاكومي ابن الحصاحيصا يفاوض باسم الشمال.

وهو غير مدرك لمطالب اهل المنطقة بمعية حركه تحرير كوش، وهل كوش تحتاج الي تحرير؟.

وهل يمكن ان تمثل حركة عنصريه مثل هذه اهل الشمال، الحركه من اسمها فقط تختصر عليك التقصي والبحث.

ومن هو التوم هجو ليمثل الوسط والحزبين الممثلين في الشرق.

دارفور التي فيها اكثر من مئة حركه الان يمثلها مناوي الذي تم تنصيبه بالأمس حاكما للاقليم، اين حقوق عبد الواحد محمد نور وغيرهم من باقي الحركات.

المسارات هي عباره عن محاصصه سياسية بين احزاب لا يهمها الوطن ولا المواطن.

اتفاق جوبا يطرح اسئله كثيره واجابه واحده.. ليه طالب دارفور عنده الحق ان يدرس مجانا او برسوم مخفضة، وطالب الشرق وباقي الاقاليم يجب عليهم الدفع؟ لانه حمل السلاح.

ليه تم اعطاء دارفور اقليم منفصل وحاكم اقليم وميزانيه اقليم في حين ان كل السودان ولايات؟ لان اقليمهم حمل السلاح.

كيف تحصل علي ضابط ركن في الجيش انت وابناء عمك وجيرانك ومعارفك؟ بالسلاح.

الاسئله كثيرة لا تنتهي والاجابه واحده هي السلاح.

السبب الرئيسي في استيقاظ القبليه والعنصريه والجهويه هي المسارات.

السبب الرئيسي في الفتن القبليه والقتل والدماء الان هو الاحساس بالظلم الناتج عن اتفاق جوبا في ظل حكومة ضعيفة هزيلة وألعوبة في يد مخابرات الدول الاخري.

منذ سقوط النظام البائد، لم يتغير شئ علي الاطلاق ما زالت الدماء لم تتوقف والقتل مستمر ما زال التهجير والنزوح مستمرا ما زال النهب قائم.

بل العكس تفاقم الوضع والبلد علي وشك الانهيار سواء اقتصاديا او اجتماعيا او سياسيا وامنيا.

واخيرا، يؤلمني جدا ما اضاعته الحكومة الانتقالية باطيافها المدني والعسكري والحركات المسلحه من فرصة لم تتح لأي جيل من قبلنا.

فرصة حوار مجتمعي شامل عقب ثورة مجيدة، أليس الأجدر قيام مؤتمر يشمل المجتمع بكل اطيافه من صوفيه وجماعات ونظار وغيرهم؟.

لماذا انفردت الاحزاب بالدولة واقامت دوله معطوبه واتفاقيات معطوبه وكرست للعنصريه والجهوية؟.

وكيف ان اتفاق جوبا كان يشمل طرفين من ايدلوجيه واحده، علماني مدني يفاوض علماني مسلح.

للاسف، ماخربه الكيزان في ثلاثين عاما خربته الحكومه الانتقاليه في ثلاث سنين.

واخيرا احب ان اضيف انو الحلو سوداني وعندو حقوق ومزمل فقيري سوداني وعندو حقوق.

اذا كنت من دارفور او من الشرق او الشمال او الجنوب او كردفان او النيل الازرق انت اخوي سوداني ولحمي ودمي.

فلننبذ العنصرية والجهويه ونبني سودان ديموقراطي، سودان يسع الجميع.

Comments are closed.