الزين صالح يكتب:الحرية المركزي و الفرصة الآخيرة

64

بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن:

في ختام اجتماع القوى الموقعة على الاتفاق الاطاري الذي كان قد عقد بدار حزب الأمة يوم الخميس الماضي،حيث قوىالاتفاق الإطاري نضالات الشعب وتمسكه الصميم بغايات ثورته المجيدة، وأكدت لكل جماهير الشعب السوداني بأنهاعازمة على اسراع الخطى للوصول لاتفاق سياسي نهائي، يسهم في إنهاء المعاناة التي تثقل كاهل المواطنين والمواطناتامنياً واقتصادياً واجتماعياً، ويسترد مسار التحول الديمقراطي، ويؤسس لبناء دولة سودانية قوية ذات سيادة علىقاعدة السلام والحرية والعدالة والكرامة لكل أبناء وبنات هذا الشعب العظيم.” أن ختام الاجتماع يؤكد أن قوى الحريةالمركزي لا تدير بالا لموقف القوى الأخرى المعارضة للأتفاق، و تعتقد أنها قادر بالسير في طريق التسوية من خلال الدعمالذي يوفره لها المجتمع الدولي حسب ما جاء في بيانهارحب الاجتماع بالمواقف الدولية والاقليمية الداعمة للاتفاقالسياسي الإطاري، وآخرها البيان الصادر من وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن في ١ يناير ٢٠٢٣م،لكن البياناغفل تماما الحديث عن السند الشعبي المطلوب للتسوية السياسية، باعتباره الضامن القوى لها، و الذي يحفظ توازناتالقوى المطلوبة لمثل هذه التسويات.

أن واحد من أهم المعايير الثقافة السياسية التي أنتجتها ثورة ديسمبر، أن تبين القوى السياسية للرأي العام الداخلي والدولي التأييد الشعبي الداعم لعملها السياسي،من خلال الدعوة لخروج مسيرة مليونية تؤيد عملية التسوية. السؤالهل قوى الحرية و التغيير تستطيع أن تخرس قول كل معارض للأتفاق من خلال دعوة للجماهير بالخروج في مسيرةمليونية تخرج في كل مدن السودان مؤيدة للإتفاق الإطاري؟

أن خروج مسيرة مليونية في كل مدن السودان داعمة للاتفاق الإطاري، سوف تؤكد التأييد الشعبي للمواصلة في عمليةالإتفاق الإطاري، و أيضا تعد تاييدا للشروط و المراحل التي وضعتها قوى الحرية و التغيير المركزي للتسوية السياسية،كما أن خروج الجماهير المؤيدة يؤكد إن الجماهير هي الضامنة للأتفاق الإطاري، و في نفس الوقت تحفظ توازن القوىمع المكون العسكري حتى لا يتمرد على الاتفاق. و تكون نقلت العملية السياسية من التصريحات المبهمة الي اليقين. مثلايقول جعفر حسن الناطق بأسم الحرية و التغيير لجريدة الجريدةغليان الشارع المتواصل والضغط الدولي والإقليميوالحراك السياسي لقوى الثورة السودانية الهادف إلى إنهاء انقلاب قائد الجيش عبدالفتاح البرهان على السلطة المدنيةفي 25 أكتوبر 2021، كلها عوامل أجبرت المكون العسكري على الدخول في عملية سياسية مع المكون المدني، توجتبالاتفاق الإطاري الذي وقع في الخامس من ديسمبر الحاليو سؤال لجعفر هل غليان الشارع مؤيد للإتفاق الإطاري أممعارض له؟

أن المعارضين للاتفاق باحتلافمرجعياتهم الفكرية، و العديد من المراقبين السياسيين يؤكون أن قوى الحرية المركزي ليسلها سندا جماهيرا مؤيدا الاتفاق هي مدعومة فقط من بعض الدول الممثلة في الرباعية و الثلاثية، و تفتقد للسندالجماهيري المؤيد للاتفاق الإطاري، و بالتالي أمام قوى الحرية المركزي أن تؤكد للشارع و المجتمع الدولي أنها تجد دعماواسعا من جماهير الشعب السوداني، إذا قبلت فكرة دعوة الجماهير المؤيدة للإتفاق الإطاري للخروج في مسيرة مليونيةفي كل مدن السودان قبل الشروع في تنفيذ الورش التي كانت قد أعلنت عنها. فخروج الجماهير سوف يخرس قول كلخطيب. أما إذا أحجمت الجماهير عن الخروج يجب على قوى الحرية المركزي أن تعيد النظر في الشروط التي وضعتهالمسار عملية الاتفاق الإطاري، و أيضا المراحل التي تتمسك بها. و يصبح أصرارها على السير في العملية الهدف منه فقطهي الوصول إلي ( السلطة) أي العودة للشراكة التي كان قد فضاها المكون العسكري بانقلاب 25 أكتوبر، و العودة لهامرة أخرى يعني الالتزام الكامل بالسياسية التي سوف يفرضها العسكر، و تصبح الحكومة القادمة مجرد بيادق يحركهاالعسكر كما يشاؤون، كما أن التسوية سوف تقع جلها تحت حماية العسكر. و تكون البلاد دخلت في دوامة أخرى للحكمالشمولي.

تؤكد قيادات الحرية و التغيير أن الاتفاق الإطاري سوف يؤسس لعملية التحول الديمقراطي، هذا يصبح صحيحا: إذااستطاعت قوى الحرية و التغيير أن توسع قاعدة المشاركة لكل القوى المؤمنة بالديمقراطية دون أن تكون هناك قوىسياسية تفرض شروط العملية السياسية، باعتبار أن الحوار بين القوى الديمقراطية هو الذي يرسم الشكل الكامل للعمليةالسياسية، دون أي وصاية من جهة. أما إذا قررت جهة واحدة هي التي يجب أن تضع مخطط العملية السياسة و يتبعهاالأخرين، فهي تريد ان تضع ملامح النظام الشمولي القادم. الآن أمام الحرية المركزي الفرصة الأخيرة لكي تعيد النظر فيتصورها للعملية السياسية لكي تتوافق مع المعايير المطلوبة لعملية التحول الديمقراطي، و أن تجعل الشارع هو الضامنالوحيد لانجاز مباديء الثورة. نسال الله التوفيق و حسن البصيرة.    

Comments are closed.