آدم تبن يكتب: أهلاً رمضان (1)
وشهر رمضان خصه الله تعالى بأن جعله مقترنا ببناء الإسلام كما جاء فى حديث بنئ الإسلام على خمس (شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من إستطاع إليه سبيلا ) وقرنه الله تعالى بالقرآن الكريم قائلا :(شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) وأصبح قراء وحفظة القرآن وسامعيه يتلهفون شوقا لمجئ شهر رمضان يهنأنون أنفسهم وبعضهم العض بقدوم شهر الخيرات والبركات والقرآن الكريم لينهلوا من عذب كلماته ومعانيه ويتقربوا به الى الله سبحانه وتعالى فهو عز من قال: (إن هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات إن لهم أجرا كبيرا) وشهر هذه فضائله يستحق منا أن ننتظره بشوق ولهفه لا بجذع وخوف وهلع نشهده ونراه رأى العين كلما إقترب شهر رمضان.
وفى بلادنا السودان حتى وقت قريب كان الناس يترقبون رمضان ويستعدون له كل حسب قدراته وإمكانياته فالفقير يصوم رمضان بما يستطيعه أما الغنى فحاله بالطبع يختلف وبين هذا وذاك يصوم الجميع إحتسابا للثواب والأجر من الله تعالى ، يتكافل الجميع ويتعاونون على ألأعمال الصالحة ينفقون على المحتاجين بتوفير الاحتياجات الضرورية التى تعين الصائم على الصيام والقيام ، ويخرجون بإفطاراتهم يملأون بها الطرقات الرئيسه والفرعية داخل الأحياء والساحات والميادين فى منظر إجتماعى مألوف لم تجرفه رياح العولمة العاتية، وتصدح المساجد بالقرآن الكريم فى صلاة التراويح والتهجد وتمتلأ المساجد بعمارها وينفق عليها الدثور بما يملكون من أموال يهيئونها للمصلين والصائمين والقائمين، يطمعون فى الثواب من الله تعالى، فالصدقة تطفئ غضب الرب وهى باب من أبواب زيادة الرزق ونزول البركة فى المال والأهل .
وتعودنا فى شهر رمضان أن نشاهد مظاهر الفرح والسرور على وجوه الناس والأطفال الصغار يرحبون به ببناء مساجد أفطارات لأهلهم فى الطرقات الداخليه، فبقايا الطوب المتراصة داخل الحى تعلمك أن هذا المكان مخصص للإطفال يبدأون فى تجهيزها بالنظافة وفرشها يوميا قبل الإفطار بوقت كاف وهم فى مهمة لا يقبلون بأن يشاركهم أحد، ويعود رمضان فى هذا العام الهجرى ١٤٤٤هجرية ، وبعض أجزاء من بلادنا فقدت السلم والأمن وهجر سكانها مناطقهم وأصبحوا فى عداد النازحين واللاجئين يفتقدون المأوى والغذاء والكساء والدواء ينتظرون من المجتمع تقديم العون والمساعدة لهم وحالهم يغنى عن سؤالهم نسأل الله تعالى أن ينعموا بالسلام لتعود مناطقهم الى سابق عهدها يأتيها رزقها من كل مكان وترتفع المآذن وأصوات المؤذنين ويعود (الضرا) كما كان يجد فيه الضيف حاجته من الطعام والشراب وجلسات الإنس والسمر والتعارف.
وأهلا يارمضان
Comments are closed.