آدم تبن يكتب: أهلا رمضان (2)

63

وأيام شهر رمضان معدودات كما جاءت الكريم يقول الله تعالى : (أيام معدودات) وهى أيام بين التسعة والعشرون والثلاثون يوما، وأيامه بها من الخيرات والبركات ما نعجز عن الحديث عنه مهما أوتينا من العلم والفقه والبلاغة لأن مراد الله بالصيام يخفى علينا كما جاء فى الحديث النبوى الشريف (كل عمل إبن آدم له إلا الصوم فإنه لى وأنا أجزى به) فهل يستطيع أحدنا أن يحدد مقدار ذلك الجزاء الرباني؟ فالطبع لا نستطيع وهى نعم أنعم الله بها علينا نحن أهل الإسلام بأن فرض علينا الصيام مثل الأمم السابقة وخصنا بأن جعله شهرا ثابتا فى كل عام يتحرى المسلمون رأيته فى نهاية شهر شعبان ويترقبون هلاله فى شوق كبير ولم لا وهو شهر (تصفد فيه مردة الشياطين) ، ويتصافى فيه المتخاصمين بعد قطيعة إستمرت لفترات طويلة ويرجع الناس فيه الى مدارسة القرآن الكريم بعد أن هجروه طويلا.

وإذا قدر لك أن تعود إلى مكان السكن متأخرا فى أيام ستشاهد بعينيك مايسرك ويشرح صدرك ويجعلك تفاخر بأن أهل بلادك لايزالون على العهد بهم مهما تعقدت أوضاع خاصة الاقتصادية والمالية التى تسير وتسهل لهم معاش أسرهم ، فالأمل يبقى متقدا بأن الخير فى هذه الأمة التى تشرفت بتعاليم الإسلام وتقاليد وعادات المجتمع السمحة ، والتى قل أن نجد مثلها عند شعوب أخرى ، والكل يسعى لأن يفطر صائما ولو بجرعة ماء يحلل بها صيامه حتى يصل إلى وجهته التى يسرع الخطى ليصل إليها بعد عناء يوم طويل ، والمقولة المعروفة(ليس من رأى كمن سمع) تجسدت أمامى فى أول أيام هذا الشهر الفضيل الذى يمدنا بالدروس والعبر المجانية ، ويعلمنا الناس أن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فى خيرية الأمة لا تستطيع العادات والتقاليد الدخلية أن تأثر عليه وتبعد الناس عنه إلا قلة منهم وسرعان الى رشدهم ويتمسكون بجميل ما دعت إليه الشريعة السمحاء وما وجوده من عادات وتقاليد مجتمعية راسخة رسوخ الجبال الشامخات.

وكما قلت فإن تمسك الناس فى المدينة بالافطار فى الشوارع الرئيسة والداخلية يعطى إنطباعا جيدا بقدرة المجتمع على التكافل والتعاون وتقديم الطعام لأبناء السبيل ومن تقطعت بهم السبل وأجبرتهم الظروف على أن يكونوا فى الطريق العام ليشاهدوا كيف يقف الأفراد فى الطرقات ملوحين بأيديهم بأن توقف لحظات لتفطر معنا وتتزود بالطعام والشراب والمنبهات ، وهم فى قمة سعادتهم بأن وفقهم الله لإفطار الصائمين ، ومن أفطر صائما فله من الأجر مثل أجره لاينقص من أجره شيئا ، ويالها من نعمة كبيرة جعلها الله من نفحات شهر رمضان الكريم ، وثبت الله الجميع على التمسك بها وحث الناس عليها وتعليمها للأجيال الجديدة التى شغلتها الحياة الإلكترونية وذهبت بها بعيدا عن واقع مجتمعها وأصبحت متغربة عن حياة الناس الإ قلة منهم سارت على العهد وتمسكت بأفضل ما تركه أجدادهم وآبائهم فكان إطعام الطعام وإكرام الضيف ونجدة الملهوف من سماتهم التى عرفوا بها وحفظت تأريخهم حتى بعد رحيلهم من الدنيا.
وأهلا يارمضان.

Comments are closed.