أهلا رمضان(7) يكتبها : آدم تبن
وفى شهر رمضان يزداد أهل ملة الإسلام تقربا وحبا للقرآن الكريم كتاب الله الذى أنزله على نبيه محمد صلوات ربى وسلامه عليه ، يتدارسونه فيما بينهم ينهلون من معينه الصافى الذى لاينصب ، فهو كلام الله الذى لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، والمساجد بيوت الله تمتلأ بالصائمين وهم يتلون القرآن الكريم جماعات وأفرادا ، فحلقاته لايكاد يخلو منها مسجد من المساجد ، وأهل الخير لايتوقفون من توزيع المصاحف بمختلف أحجامها على المساجد رغبة فى الفوز بالثواب الحسن ، ليكتبوا من الفائزين برضوان الله تعالى ، وميزة شهر رمضان أنه يعيد الناس الى القرآن الكريم بعد أن إبتعدوا منه فى فترات سابقه ، وهى عودة محمودة تغيظ شياطين الإنس والجن الذين يجتهدون فى إبعاد أمة الإسلام من كتابها الذى حوى خيرئ الدنيا والآخرة وعجزت العرب أن تأتى بمثله وهم أرباب الكلام والشعر والأدب بل حتى وقفت متعجبة من سحر بيانه بأن قالت: يقول الله تعالى ﷽ ﴿قُلۡ أُوحِیَ إِلَیَّ أَنَّهُ ٱسۡتَمَعَ نَفَرࣱ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَقَالُوۤا۟ إِنَّا سَمِعۡنَا قُرۡءَانًا عَجَبࣰا الجن الآية:(1)
وتعتبر أيام شهر رمضان ولياليه موسما للطاعات والقربات التى يتقرب بها المسلمون الى الله تعالى ، يتنافسون فيها على فعل الأعمال الصالحة كل حسب طاقته وإستطاعته يقول الله تعالى: ﷽{لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا..} البقرة الآية:(286) وكل ميسر لما خلق له ، ففى رمضان يقترب الناس أكثر فأكثر من القرآن الكريم فمنهم من لايفارقه المصحف فى كل الأوقات فى البيت أو العمل أو المواصلات ، فلاينقطع البته من تلاوته ومراجعته ، ومنهم من يلزم نفسه بقرأة جزء يوميا حتى إذا إنقضى الشهر الفضيل يكون قد أكمل ختمة واحدة ، وهناك من يزيد فى عدد الأجزاء فيختم القرآن فى الشهر مرتين ، وآخرون يختمون ثلاث أو أربع مرات ، وهناك من يبحث فى كتب التفاسير المشهورة مثل إبن كثير والقرطبى والطبرى ليتعلم علما ينفعه فى الدنيا والآخرة فيجد فى التفاسير ما لايجده فى غيرها ، فهؤلاء العلماء وأمثالهم وفقهم الله تعالى فى تفسير كتابه ليقدموا لأمة الإسلام خدمة جليلة ثوابها لايقدر بثمن .
والقرآن الكريم يعلمنا ما جهلنا كلما إقتربنا منه ففى شهر رمضان فرصة لا أقول من ذهب كما درجنا على قولها ولكنها فرصة لكسب الحسنات لأن الرسول صل الله عليه وسلم قال لا أقول ألم حرف بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف والحسنة بعشر أمثالها ، فكم سيجنى قارئ القرآن الكريم عندما يختم المصحف خلال الشهر الفضيل ، بالطبع ملايين الحسنات بحساب البشر ، فكيف بحساب رب البشر؟ ألا يكون شهرنا هذا الذى بين أيدينا فرصة وسانحة نشمر فيها عن ساعد الجد ونجتهد بإلزام أنفسنا بالرجوع الى القرآن الكريم ، ونترك الكسل ونبعد الخوف ونتوكل على الله بأن نفتح صفحة أولى من مصاحفنا داخل البيوت والمساجد وننفض منها الغبار الذى علق بها لفترات طويلة ونتذكر قول الله تعالى:﷽﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا ﴾ الفرقان الآية (30)، فكم أيام وشهور وسنوات مرت علينا ونحن بعيدين عن القرآن الكريم؟ ، فليكن شهر رمضان فتحا جديدا لنا بأن نجعل للقرآن نصيبا فى مدارسته وتعلمه وتلاوته والعمل بما جاء به لنكون من الفائزين.
*وأهلا يارمضان*
Comments are closed.