أهلا رمضان(11) يكتبها : آدم تبن

61

ويأتى شهر رمضان ليعيد إلينا قراءة التأريخ الإسلامى فى بدايته عندما كان أهل ملة الإسلام أقلة يخافون عدوهم الذى يتربص بهم ليلا ونهارا لايدع فرصة تساعده فى تحقيق مراميه البغيضة لإيقاف تقدم وهدم الإسلام إلا عمل على إستغلالها بشتى الطرق ، ولكن قوة أهل الإسلام وثقتهم فى نصرة رب العباد لهم وتمسكهم بدعوة النبى محمد صل الله عليه وسلم حالت دون أن تحقق ملة الكفر ماتصبو إليه بعزل الإسلام والقضاء عليه ، يريدون إطفاء نار الإسلام التى أوقدت فى جزيرة العرب ، (والله متم نوره ولو كره الكافرون) وسنوات صعبة عاشها المسلمون فى مكة المكرمة حتى جائهم الإذن بالهجرة من مكة الى الحبشة فكانت الهجرة الأولى فتحا للاسلام والمسلمين ونصرا لهم على أهل الكفر والكفار من قريش والقائمين وإن بدأ الفتح صغيرا زمانه فإن نتائجه كانت عظيمة مهدت لأن تجد رسالة الإسلام آذانا تسمع دعوة الدين الذى نزل بأرض مكة ويزداد أتباع النبى محمد صلوات ربى وسلامه عليه.

ولايخفى علينا أن شهر رمضان هو شهر تتجلى فيه رحمات الله تعالى على الصائمين ، يهجرون فيه المعاصي والمنكرات ويعودون أكثر تمسكا بدينهم طمعا فى الثواب من الله تعالى ، ويحقق شهر رمضان فرصة وسانحة للعصاة والمذنبين بأن يتوبوا الى ربهم ويطلبوا منه المغفرة وقبول أعمالهم ، فهذا نبينا صل الله عليه وسلم يقول: (رغم أنف إمرء أدرك رمضان ولم يغفر له) ويقول : (من صام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه) ، ويقول : (من قام رمضان إيمانا وإحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه) وشهر يحمل فى أيامه ولياليه مثل هذه البشارات النبوية الصادقة فأغلب الأعمال فيه تقود صاحبها الى مغفرة الذنوب وتحقيق التقوى والإيمان ، فلنعجل بالتوبة النصحوة التى تقربنا الى الله زلفى ، حتى لايفوتنا موسم الخيرات والنفحات ونخرج منه (صفر اليدين) نندب حظنا على ما فرطنا فيه من الأعمال الصالحة التى يحتاجها كل مسلم ليثقل بها ميزان حسناته يوم الحساب .

وأجمل ما فى شهر رمضان أن الصائم يفرح فرحا عظيما بثبوت هلال شهر رمضان ويمنى نفسه بإكمال صيام الشهر ليقطف ثمار جهده من هذا الصيام ، فعند أهلنا دعوة راسخة يدعونها لبعضهم البعض يقولون :(الله يقدرنا على الصيام) وذلك بعد أن يهنأون أنفسهم بقدوم الشهر الفضيل ، والله هو الموفق للصيام ، فكم من الناس تجده بصحة جيدة لايعانى من مرض لكنه عندما يأتى رمضان يتعلل بالمرض ويذهب الى الطبيب ليأخذ منه رخصة تبيح له الإفطار فى رمضان ، والبعض لايزال للطبيب بل يفطر ويقول أنا لا أستطيع أن أصوم رمضان ، وما درى أن الصيام فيه صحة وعافية للصائمين ، وينتهى رمضان ويفرح من صام رمضان بالعيد وذاك الذى أفطر فى رمضان تصيبه الحسرة والندامة وعندها لاينفع الندم ولا عودة للوراء ، فهنا فى الدنيا عمل وهناك فى الآخرة حساب ، والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من تمنى على الله الأمانى ، فشهر رمضان نفحة من نفحات الدهر منحنا الله تعالى إياها، وياشهر الصيام شرفتنا .

*وأهلا يارمضان*

Comments are closed.