أهلا رمضان(12) يكتبها : آدم تبن

54

وإن بدأت أهلا رمضان بالحديث عن شهر رمضان وما يحمله من الخيرات والبركات على أمة الإسلام فلايخفى علينا أن هناك عادات وتقاليد رمضانية فى مختلف دول العالم حتى تلك التى بها أقلية مسلمة فإن عادات وتقاليد تختلف باختلاف الزمان والمكان ، وهى تعطى تمييزا لكل شعب من الشعوب فمؤكد أن عادات وتقاليد أهل السودان تختلف عن بقية الشعوب الأفريقية حتى تلك التى تجاورنا حدوديا شرقا أو غربا شمالا أو جنوبا بل حتى القبائل والعشائر والمناطق والولايات بالداخل لها عاداتها وتقاليدها التى تسبق شهر رمضان أو فى أثناء صيامه أو بعد العيد ، فكل جهة أو منطقة إن زرتها ستجد إختلاف فى عادات أهلها وهم يستعدون للشهر الفضيل ، إلا أن بعض هذه التقاليد والعادات التى نتحدث عنها بصفة عامة ، فإن بعضا منها إختفى ولم يعد لها حضور إلا بقية من ذكريات عالقة عند بعضا من الناس الذين كانوا شهودا على تلك الأيام.

ونعود لنقول أن العادات والتقاليد التى إرتبطت بشهر رمضان ولازمته طويلا فعندما يأتى ذكرها تعود معها أجمل الذكريات الرمضانية بأيامه ولياليه الجميلة التى تمنح الصائمين طاقة معنوية وحسية مختلفة عن بقية الشهور ، فهذا شهر تفتح فيه أبواب الجنان ، وما أسعد الصائم الذى ينتظر أن يفتح له باب الريان الذى يدخل منه الصائمين وحدهم كما جاء فى الحديث النبوى (إن فى الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمين) ولا يسعنا إلا أن نرفع أكفنا باالدعاء لله تعالى بأن يجعلنا من الذين يدخلون باب الريان للفوز بالجنة والنجاة من النار، وكما قلت فإن عادة خروج الناس فى المدن والأرياف فى بلادنا السودان لما يسمى بالضرا فإنها تجد قبولا واسعا من المجتمع ، ومن يأتون إلينا ضيوفا وزائرين تدخل على قلوبهم علامات الرضا وتتملك نفوسهم الدهشة والتعجب مما شاهدوا من تجمعات بشرية تنظم نفسها بنفسها تأتى كل يوميا طيلة شهر رمضان فى وقت الإفطار وهى منشرحة الصدور مبتسمة الوجوه تبدوء عليها آثار الصيام لكنها تأتى فى موعدها نتظر لحظات رفع الآذان لصلاة المغرب مكبرا الله أكبر الله أكبر لتبدأ رحلة جديدة ليوم قادم .

وهنا فى مائدة الإفطار الرمضانى تتعدد أنواع وأصناف المأكولات والمشروبات كل ما تطلبه تجده إما على يمينك أو على شمالك يتسابق الجميع لتقديم طعامهم وشرابهم للآخرين ، حتى وإن تمتلك أشهى أنواع الطعام والشراب و(سكرك زايد) فإن هناك من يمد لك طبقا من الطعام أو يدعوك لتناول قليلا منه أو يملأ أحد الأكواب بنوع من أنواع العصائر البلدية التى تسيطر على مائدة الإفطار ولا تترك مجالا لمنافستها وإخراجها من أمام الصائمين الذين يجدونها ذات طعم ومذاق مختلف عن العصائر المصنعة ، وتنال مجموعة العصائر البلدية حظها من الإهتمام حتى الأطفال يفضلونها على غيرها من العصائر ، وأما ضيوف البلاد من الخارج فتجد عندهم الإستحسان والقبول ، فبلادنا السودان حباها الله بخيرات طبيعية مختلفة فى أشكالها وألوانها وطعمها ورائحتها وهى تسقى بماء واحد ويفضل الله تعالى بعضها على بعض فى الأكل ومنها ما يزرع فى البساتين والزراعة ومنها ما تنتجه الغابات من أشجارها بمسمياتها المختلفة .

*وأهلا يارمضان*

Comments are closed.