أهلا رمضان(13)يكتبها : آدم تبن

75

وتتعدد الخيرات والرحمات والبركات فى شهر رمضان شهر القرآن الكريم والصلوات والتراويح والتهجد وليلة القدر والصدقات والإنفاق وصلة الأرحام والدعاء ، كلما توغلت أيامه فى التقدم كلما إشتد الصائمين فى الأعمال الصالحة ورغبوا فى زيادتها والحث عليها والتمسك بها ، فأيام الشهر معدودات لا تستحي أن تغادر دون إستئذان فمن شد وإجتهد فسيكون من الموفقين بإذن الله ، ومن تراخى و تكاسل فلايلومن إلا نفسه التى طاوعها ورغب فى إرضائها ومسايرة هواها ، وهنا نتذكر قول الشاعر : عليك نفسك هذبها فمن ملكت قيادة النفس عاش الدهر مذموما ، فالنفس تميل للكسل والتراخى والتأجيل لكنها إن وجدت من يقومها ويهذبها فشأنها سيكون مختلفا ، فكثير من الناس تتغير أحوالهم بعد إنقضاء شهر رمضان الى أفضل حال وذلك من فضل الله تعالى عليهم ، وهناك بالطبع آخرين لم تتغير أحوالهم لمتابعتهم لأهوائهم وإغرائات شياطين الجن والإنس الذين لايألون جهدا فى ذلك وعن المرء لاتسأل وسل عن قرينه فإن القرين بالمقارن يقتدي.

وبالتأكيد فإن السباق لأعمال الخير فى رمضان يختلف عن بقية الشهور الأخرى ، فالفعل الجماعى والمؤازة والتعاون والتكافل بين أفراد المجتمع تزداد وتيرته طمعا فى ما عند الله تعالى فهو خير وأبقى ،والعمل الصالح يرفعه ، وتثقل الموازين وتزداد الحسنات ، فهنا فى بلادنا السودان لم تتوقف أعمال البر فى كل زمان ومكان لعلم الناس بما يدخره الله تعالى لهم من الأجر والثواب العظيم ، فأعداد كبيرة من المحسنين والخيرين منهم من ينفق فى السر ومنهم من ينفق فى العلن ، يقدمون خيار ماعندهم من الأموال والمواد الغذاء والكساء للمحتاجين والفقراء والمساكين دون أن يرغبوا فى ذكر سيرتهم أو حتى التلميح بها ، فعملهم خالصا يبتغون به وجه الله تعالى (والله يعلم السر وأخفى) ، فهذه من نعم الله تعالى على مجتمعنا أن جعل من بيننا من يواسي الضعيف والمريض وذا الحاجة خاصة الذين يتعففون من أن يسألوا الناس ويمدوا أيديهم طلبا للمساعدة مهما كانت حاجتهم لها ، يقدمون للمجتمع نموذجا مثاليا فى الصبر على الإبتلاء .

وأهل الخير فى بلادى تنتشر أعمالهم الصالحة بتوفيق من الله تعالى فى المدن والقرى والأرياف مصداقا لقول الله تعالى (يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ، إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاءا وشكورا) ومنهم من يقدم الكساء والدواء للمحتاجين فى مناطق النزاعات والحروب ومنهم من يحفر الآبار والحفائر والدوانكى المضخات لتوفير مياه الشرب الصالحة للإنسان والحيوان والزراعة ليدخل فى فضل الحديث النبوى الشريف الذى يقول فيه :(أفضل الصدقة سقيا الماء) والصائمون بالتأكيد يحتاجون للمياه لشرابهم ومأكلهم ونظافة أجسادهم وملابسهم وآنية طعامهم ، فالماء سر الحياة (وجعلنا من الماء كل شئ حى) وتغيرت حياة كثير من المجتمعات خاصة فى الأرياف والقرى البعيدة بفضل وفرة الماء فكانت فتحا عليها بأن إستقرت الأسر وإنشأت المدارس للجنسين وتوفرت الخدمات الأخرى خاصة خدمات الصحة بإنشاء المراكز الصحية والصيدليات ، بعد كان الناس يهاجرون الى المدن بحثا عنها فإن وجدوها تضاعفت تكلفة العلاج والدواء الى إضعاف كثيرة وهم لاحيلة لهم بسداد فاتورتها التى تقضى على ما جمعوه من مال .
*وأهلا يارمضان*

Comments are closed.