أهلا رمضان(14) يكتبها : آدم تبن

51

وشهر رمضان فرصة كبيرة للكسب الحلال وزيادة الدخل المادى مثل ماهو فرصة ثمينة لكسب الحسنات والأجور من تنوع أعمال البر والصلاح التى يفعلها الصائمون ، وياله من شهر عظيم ينتظر الناس مقدمه ورؤية هلال شهره ، تأكيدا على معرفتهم بفضائله وخيراته التى تتدفق على الناس ليلا ونهارا ، وأصحاب المهن هم مثل غيرهم من الناس عندما يهل هلال رمضان يفرحون به كثيرا ، يتمنون أن يزيد الطلب عليهم وتفتح لهم أبواب الرزق الحلال وزيادة دخولهم ليحققوا قليلا من متطلبات المعيشة لأسرهم المتعففة التى تنتظر لحظات عودتهم الى المنازل بسلام وأمان ، يحملون فى أيديهم إحتياجات أسرهم الضرورية من المأكل والمشرب الذى يعينهم على الصيام والقيام ، فهم متواجدون فى الأسواق داىما أى أصحاب المهن المختلفة لاينقطعون عن العمل إلا للظروف الأسرية الملحة ، فكما يقولون عن أنفسهم نحن ناس رزق اليوم باليوم ، وهنا تظهر عندهم قيمة التوكل على الله يذهبون الى أماكن أعمالهم صباحا خماصا ويعودن منها بطانا يحملون الخير من المال والغذاء ما قسمه الله لهم .

 

وهؤلاء الناس من أصحاب المهن هم جزء لايتجزاء من مجتمعهم يعيشون واقعه إن كان جميلا أو سيئا فهم ملح المجتمع يبتسمون فى وجوه زبائنهم فى كل الأحوال والأوقات يمنحونهم طاقة دفع جديدة تجعلهم يعيدون حساباتهم تجاه من يتعاملون معهم ، وهم أى أصحاب المهن لهم من القدرات والإمكانيات التى وهبها الله تعالى لهم مايفوق الوصف ويدهش من يقترب منهم أو يتعامل معهم ، صحيح قد تجد بعضا منهم غير ذلك ، ولكن الموهوب منهم موجد بينهم يتقاضى أجرا جراء مهنته قد لا يسد حاجته ، إلا أنك تجده راضيا بما قدره الله له يمنحك الطمأنينة ويبعث فى نفسك الأمل والسلام الداخلى ويعد توازنك فى أن تسير برفق فى حياتك الدنيا (وماالحياة الدنيا إلا متاع الغرور) فكم تخاصم الناس فيها وتعاركوا فى قدر يسير من نعيمها الزائل، وفجأة جائهم ما يحسبوا له حسابا (الموت) مفرق الجماعات وذهبوا منها جميعا وتركوا حطامها ليعتبر أولوا الألباب وهنا نذكر دعاء النبى صلوات ربى وسلامه عليه (اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا).

 

ويجد أصحاب المهن أن شهر رمضان يحمل لهم خيرا كثيرا لم يكونوا يتوقعونه أو يخططون له ، فتزيد عليهم الطلبات حتى أنهم فى بعض الأحيان يعتذرون الى زبائنهم بضيق وقتهم وإنشغالهم بالعمل على إنهاء إلتزاماتهم المسبقة ، ويقول محدثى من أحد الشباب أنه يعمل فى شهر بطاقة تفوق معدل الشهور السابقة بكثير ، ويزيد دخله كثيرا ، حيث لا منصرفات يوميه لنفسه مثل الصرف على الوجبات والمشروبات الباردة والساخنة ، وتزيد حركة ونشاط الناس خلال الشهر الفضيل ويخرج الناس للتواصل وصلة الأرحام ، وكل هذه الأنشطة بالتأكيد يكون لأهل المهن فيها نصيبا بارزا ومقدرا ، وحتى الأموال التى يجنونها من المهن التى يعملون بها تحل عليها البركة والقليل منها يكفى ويزيد ، صحيح أن هناك ضغوطا عديدة وغير مرئية يعيشها هؤلاء الناس ، إلا ما يمتلكونه من قدرة على مجابتها وكسر حدتها جعلتهم يتمسكون بالمهن التى عرفوا بها وأصبحت تلازم أسماؤهم فهذا فلان المزارع وذاك الراعى ومنهم النجار والبناء والجزار والخضرجى والميكانيكى والكهربجى والدلالية بائعة العطور والملابس وغيرهم الكثير ، فلهم منا ألف تحية.
*وأهلا يارمضان*

Comments are closed.