أهلا رمضان(18) يكتبها : آدم تبن

61

وهاهى أيام شهرنا الفضيل تسارع خطاها لتبلغنا العشرة الأخيرة من رمضان وهى عشرة تتخللها (ليلة القدر) وهى كما نعلم فقد مدحها الله تعالى فى كتابه الكريم قائلا: (ليلة القدر خير من ألف شهر) فطوبى لمن شد فيها مئزره وأيغظ أهله وأحيا ليله ، فقد كان هذا حال رسول الله صل الله عليه وسلم كما قالت بذلك أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها ،عن عائشة رضي الله عنها، قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله». أخرجه مسلم ، فهى عشرة تساوى مئات السنين إن وفقنا الله فى قيامها والاجتهاد فى لياليها وإحياؤها بقيام الليل والإعتكاف وقراءة القرآن الكريم والدعاء والصدقات والإنفاق وصلة الأرحام ، فهى أعمال يسيرة وسهلة لمن أعانه الله على فعلها والقيام بها ، يبتغى فى ذلك وجه الله تعالى طمعا فى الأجر والثواب الجزيل وهو حال أهل الإيمان يرغبون فى زيادة الأجور يغتنمون مثل هذه النفحات الربانية التى تمر بهم فى بعض الأوقات.

والعشر الأواخر من شهر رمضان فرصة سانحة تأتى إلينا ونحن نترقب قدومها ونستبشر بخيرها الذى ذكره الله تعالى ، وكثيرا من الناس يفكر فى ليلة القدر وخيرها ووقتها الذى تتنزل فيه والدعاء الذى يقال عند نزولها ، وبالطبع هذا التفكير يبين عظمة ليلة القدر ، وهنا تسأل السيدة عائشة رضى الله عنها رسولنا الكريم عن ماذا تقول فى ليلة القدر فيجيبها قائلا: قولى (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عنى) وليكن هذا لسان حالنا فى العشر الأواخر من شهر رمضان ، لايتوقف دعاؤنا فى كل الأوقات نسأل الله أن يكرمنا بعفوه ورحمته ومغفرة حتى نخرج من شهر رمضان ونكون من الفائزين بالعفو والعتق من النار ، وما أجمل أن يخرج الصائم من رمضان وهو مغفور له ، ورسولنا الكريم يقول: (رغم أنف إمرء أدرك رمضان ولم يغفر له)، فلتكن العشر الاواخر من هذا الشهر ميدان تنافس وسباق الى الله تعالى لا تشغلنا الأسواق والملاهي والجلسات الساهرة وغيرها من أنواع اللعب واللهو .

وعند دخول أول ليلة من ليالى العشر الأواخر من رمضان يتنافس بعض الصائمون على أعمال البر والتقوى وتنشط همهم فى أداء صلاة العشاء والتراويح والشفع والوتر مع الإمام مهما أطال الصلاة ليكتب لهم قيام ليلة ، وآخرون ينتظرون قيام الليل وصلاة التهجد التى تفتح لها أبواب المساجد فى الثلث الأخير من الليل ، والكل يمنى نفسه أن يخرج من شهر رمضان وذنبه مغفور وشملته رحمة الله تعالى وأعتق رقبته من النار ، وتنهمر دموع بعضهم وتسمع نحيب بعضهم وهم يتابعون قراءة أحد الحفظة للقرآن الكريم أثناء الصلاة ، وأياديهم ترتفع بالدعاء وتلح إلحاحا شديدا طلبا لقبول التوبة والمغفرة والفوز بالجنة والنجاة من النار وإستجابة الدعاء ، والسعيد من سعد خلال شهر رمضان صامه وقامه إيمانا وإحتسابا ، يبتغى الأجر والثواب من عند الله تعالى الذى وعد به عباده المؤمنين ، وكفى بشهر رمضان بأن جعله الله تعالى جالبا للخير والأعمال الصالحة التى تزيد بها الحسنات وترفع بها الدرجات .

وأهلا يارمضان

Comments are closed.