أهلا رمضان(24) يكتبها : آدم تبن

78

ووسائل الإعلام فى بلادنا السودان لها إرتباط وثيق بالإنسان ودورها لايخفى على أحد فهى من تزوده بالأخبار والمعلومات الصحيحة وتربطه بإجراء وطنه مهما تباعدت المسافات وتساهم فى التوعية والإرشاد ببرامج تخصص لمناقشة القضايا التى تهم المجتمع وتبين له كيفية التعامل معها بالطرق الصحيحة ، ولها من البرامج خفيفة الإيقاع للترفيه والترويح عن النفس فإن النفوس إذا كلت ملت فهى تحتاج الى أوقات للراحة وأوقات للترفيه وأوقات للعمل وأوقات للمجاملة والزيارات والمشاركات الإجتماعية ، خاصة وأن مجتمعنا مجتمع إجتماعى لا يتأخر عن التواصل الإجتماعى الإ لظروف خارجة عن الإرادة ، وقبل سنوات يحدثني أحد الأشخاص أن زائرا لبلادنا مكث فيها أياما ثم رجع الى بلده وعندها سألوه عن كيف وجد السودان ؟ فكان رده أنه وجد الناس فى حالة سفر مستمر ، وهذه ملاحظة صحيحة لاتخلو من طرفة ، وشاهدنا على ذلك أن التواصل الإجتماعى بين أهل السودان لم ينقطع فى أحلك الظروف الإقتصادية .

 

صحيح أننا كمجتمع سودانى جبلنا منذ صغرنا على المشاركات الإجتماعية كبرت أم صغرت ، حزينة كانت أو مفرحة ، مكانها قريب أو بعيد ، وضعك المالى ، كل هذا لا يهم ما يهم أنك تصل وتشارك ،وإن تأخرت عن الحضور فعليك أن تستعد وتتحمل اللوم والعتاب الذى لا مفر منه ، والمقولة الراسخة (الفاتحه لى حولها بتجيب زولها) وهنا إشارة الى أن من يغيب عن أداء واجب العزاء حتى وإن أمضى (حول) بفتح حروفها الثلاثة وتعنى العام أو السنة عليه أن يذهب إلى أهل الميت ويعزى فى وفاته ، وهنا يأتى دور وسائل الإعلام فى نشر التوعية والإرشاد لمعالجة القضايا التى تأثر على المجتمع وتخلق حالة من الضعف والتجاذب والقطيعة بين أفراده فإن لم تشاركنى فى حزنى وفرحى فأنا كذلك لن أشاركك ولن أهتم بك مهما كانت صلة القرابة أو الزمالة، وتنقطع صلات الناس بعضهم البعض حتى وإن كانوا فى منطقة واحدة ، ويبدأ التناوش والتباغض وتفتر همم الناس وتظهر العدوات بين أقرب الناس ، فتجد من يقول لك أن فلان يقاطع أهله وأقرباؤه وزملائه منذ سنوات طويلة .

 

وفى شهر رمضان لسنوات خلون إرتبط المستمع السودانى بالإذاعة السودانية حيث ظلت تقدم برنامج الفترة المفتوحة بإنتظام فى رمضان وحفظ المستمعون موسيقاه الشهيرة التى عندما تستمع إليها تعرف أن فترة البرنامج قد إقتربت وعليك أن تتهيأ لها لتسمع جديد إبداعات الإذاعيين من مذيعين ومعدين ومخرجين ومعاونيهم من مختلف التخصصات المهنية والإبداعية التى تتكامل مع بعضها البعض لتخرج للمستمع مزيجا إبداعيا متفردا ، حفظت به الإذاعة السودانية وجودها على الأثير لسنوات طويلة منذ إنطلاقتها فى أربعينيات القرن الماضى ، وربطت المستمع فى الداخل والخارج بوطنه الكبير ، ولم تبخل عليه بإبداعها ومبدعيها ، فقد كانت نشرات الأخبار تأتى فى وقتها بكل حتى دقات الساعة فيها لم تتغيير بمرور الزمن وظلت تحافظ عليها كبصمة خاصة بها لم تستطيع الإذاعات التى نشأت بعدها تقليدها ، فكانت إبداعات هنا أم درمان فى شهر رمضان مختلفة ومفيدة للمستمع.

*أهلا يارمضان*

Comments are closed.