الطيب المكابرابي يكتب: وهل تاخذ العدالة مجراها؟
منذ بدء حرب قحت والجنحويد على اهل السودان في 15 ابريل الماضي كانت ولاتزال الانتهاكات والاذلال والعنف المفرط ضد كل سوداني هو السمة الوحيدة لهذه الحرب والتي لم يعرف لها الناس سببا ولاهدفا واضحا.. تغيرت الاسباب وتبدلت بدل المرة لمئة مرة حيث بدات باحثة عن حكم ديمقراطي ثم عن استئصال كيزانية ثم عن اجتثاث دولة 56 ثم عن ضرب الشمال وكثير غير هذا مما تسوق له التهم الاعلامية بغباء.
في تقارير الامم المتحدة ان 15 الف شخص قتلوا في دارفور وحدها وإن 800 شخص دفنوا أحياء وإن فظائع كثيرة تم ارتكابها وادانتها منظمات ودول في العالم الغربي، وعالمنا العربي كأن به صمم واعينه مغمضة لاترى الصورة ولا تقرأ المكتوب.
افادة تدمي القلوب وتخرس الالسن وتقض المضاجع ادلى بها احد الناجين من محارق مدينة الجنينة بغرب دارفور للجنة التحقيق الدولية المكلفة من قبل مجلس حقوق الانسان للتحقيق في جرائم الحرب في السودان.. قال الرجل وهو يكفكف دمعه في حديث للجزيرة وقد التقته بمنطقة ادري التشادية:
يوم 16 يونيو/حزيران الماضي وعقب مقتل والي غرب دارفور “ضاقت بنا الأرض التي ألفتنا وألفناها، وحاولت صباح ذلك اليوم العبور لمنطقة أردمتا شمال شرقي مدينة الجنينة حيث الحامية العسكرية للجيش السوداني والتي كنا نتوقع أن تقوم بحمايتنا”.
ويتابع “قبل أن أصل لنقطة العبور عرفت أن قوات من الدعم السريع كانت تقوم بتفتيش العابرين، فترددت كثيرا. وأخيرا ولجت إلى حديقة مانغو مطلة على منطقة التفتيش”.
ويتوقف الراوي عن السرد وكأن ما وقع ذلك اليوم مازال يحاصره، وينهمر دمعه غزيرا وتتغير نبرة صوته، ويتابع حديثه “رأيت حدثا لم تره البشرية في تاريخها الطويل، بدأ جند الدعم السريع فصل النساء والفتيات ومعظمهن من القاصرات عن ذويهن، وسط إطلاق نار كثيف بغرض خلق أجواء من الفوضى والرعب، ثم بدؤوا يغتصبون الفتيات جماعيا في الفضاء العام وأمام أعين ما تبقى من الأسر كان ثمن أي احتجاج
رصاصة في الرأس أو القلب”.
ويضيف الشاهد أنه رأى اثنين من جنود الدعم السريع يقذفان بـ4 أطفال في الماء أحياء، وحاولت والدتهم الاستجابة لاستغاثاتهم طلبا للنجدة الصادرة من عمق الماء فغرقت مع أبنائها الأربعة”.. وبحسب الشاهد فإن عددا من الجثث تم رميها في وادي كجا والذي يمثل نهرا موسميا يمتلئ موسم الأمطار، وقال إن المئات غرقوا هناك وهم يحاولون الهرب من الموت، ويعرب عن خوفه من أن يختطفه الموت قبل أن يرى العدالة تأخذ مجراها.
هذا ما يفعلونه وبرغم هذا هناك من يدافعون عنهم وقائدهم المصنوع وفي كذب صراح بحاول نفي هذا الفعل الشنيع.. ننتظر وينتظر العالم الحر والحب عدالة تنصف هؤلاء وتخزي المارقين وتخزي الصامتين ممن ظل السودان ينتمي اليهم حغرافيا وثقافيا وجميعهم لايستحقون ان ينتمي اليهم اي شعب حر أبي.
وكان الله في عون الحميع
Comments are closed.