كباشي.. مواقف صارمة ضد اطماع الخارج وحاسمة في مواجهة التمرد

97

هل كان شعب السودان في حاجة للحرب حتى يدرك قيمة القيادة العسكرية التي تتولى زمام الامور بالبلاد؟ النظرة الأولى لحجم الخيانة الداخلية والمؤامرة الخارجية كانت تقول ان الأمر لن يتجاوز ساعات معدودة حتى يتم القضاء على كل طاقم القيادة، الحشد الكبير للتمرد وعتاده الذي أظهرته الفضائيات يوم 15 ابريل من العام الماضي كان كفيلاََ بإنجاز المهمة خلال ساعات أو بعض يوم، لكن الواقع كان شيئا آخر، ونظرية المؤامرة تحطمت امام عقلية تكتيك وإيمان رجال بكرامة بلد وارثها العسكري.
ودعونا نقف مع احد رموز القادة العسكريين الذين وضعوا البلاد في حدقات العيون، وهو نائب القائد العام للقوات المسلحة عضو مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، الذي ولد ونشأ وتعلم حتى المرحلة الثانوية في مدن ولاية جنوب كردفان، قبل ان يلتحق بالكلية الحربية في العام 1981م وتخرج وتدرج في الرتب العسكرية حتى الفريق اول في العام 2020 بعد الاطاحة بنظام الانقاذ ومشاركته عضواََ بالمجلس العسكري الانتقالي وناطقاََ باسمه.

تصدى لأطماع الامارات ووقف في مواجهة حميدتي
ويقول الباحث في الشئون العسكرية الدكتور ابراهيم النور ان مواقف الجنرال كباشي الواضحة للانحياز لكرامة البلاد وشرف القوات المسلحة هو الذي صنع الفارق في مواجهة السياسيين والتصدي للاطماع الخارجية في ثروات البلاد، مشيرا لمجاهرته برفض الاتفاق الإطاري – ثم عندما قطع الطريق امام اطماع الامارات في منطقة الفشقة شرقي البلاد.
اما الكاتب الصحفي الاستاذ بخاري بشير فقد اشار الى المواقف الصارمة للجنرال كباشي من تمدد قائد الدعم السريع وصراحته في مواجهة حميدتي منذ وقت مبكر، ولم يكن خافيا على المراقبين تباين وجهات النظر بين كباشي وحميدتي خاصة في أمر تعدد الجيوش، وتمسك كباشي بدمج الدعم السربع في القوات المسلحة .

سيرة عسكرية باذخة
ويستند الفريق اول ركن شمس الدين كباشي على مؤهلات اكاديمية عسكرية وخبرات كبيرة في التعامل مع الحروب انطلاقا من توليه العمل في مواقع عسكرية مختلفة، من بينها قيادة الفرقة 17 سنار وقائد ثاني الفرقة 15 الجنينة بغرب دارفور، قائد معهد ضباط وضباط الصف في جبيت شرق السودان، ومديرا للاكاديمية العسكرية العليا ونائب رئيس قائد اركان القوات البرية ورئيسا لهيئة العمليات المشتركة.

كسر شوكة التمرد
ومنذ اندلاع التمرد والحرب التي اشعلتها مليشيا الدعم السريع ظل الفريق اول كباشي برفقة ومعية القيادة العسكرية العليا في قلب المعركة يواصلون الليل بالنهار حتى تم احباط المؤامرة الدولية متعددة الاطراف ودحر المليشيا من مواقعها، ثم انطلق قائدا ميدانياََ ومخططاََ استراتيجيا للمحافظة على تماسك القوات واهل السودان، من خلال ادارة المعارك البرية والجوية حتى تشتت المليشيا وكسرت شوكتهم.
كباشي بمواقفه كان يمثل صمام امان للبلاد في مواجهة الاطماع الاقليمية عبر الذراع الداخلي للمؤامرة من قادة تمرد الدعم السريع، وكان له الدور البارز في رسم لوحة الانتصارات المتواصلة بمعركة الكرامة في مواجهة المليشيا.
لم يخذل ولم يهادن
الشاهد ان الجنرال شمس الدين كباشي لم يخذل بلاده ولا اهله في التصدي للمؤامرة الكبيرة التي استهدفت البلاد من أقصاها الى ادناها، وقومية كباشي كانت عاصما له من الانزلاق في ضيق الجهوية والمناطقية ، فقد قدم انموذجاََ لقائد بعيار الذهب وضع السودان في حدقات عينيه ولم يهادن ولم يجامل في الحق الوطني وتقدم الصفوف في سبيل نصرة اهل السودان واسترداد كرامتهم التي كانت هدفاََ غوغائياََ للمليشيا المتمردة.

Comments are closed.