محمد الأمين يكتب: ثقافة الجودة

135

بقلم: محمد الأمين حامد / فرنسا
في البدء اصلي علي الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم و اما بعد.
احد اكبر مشكلات الانسان السوداني هي افتقاره الي الجودة، يفتقر السودان الي الجودة في كل شي وهو اهم اسباب دمار البلاد واحد اهم معوقات التنمية.

يتبادر الي الذهن ما هي الجودة؟ بالمفهوم البسيط الجودة هي القدرة علي التطور المستمر، يعني في اي مشروع نعملو نسأل نفسنا سؤال اذا دايرين نعيد عمل المشروع هل حنعملو بي نفس الطريقه؟ وشنو الممكن نطورو؟.

الجودة هي حلقه مستمرة من التطور بلا نهاية، ويتجلي عدم الجودة في كل مشاريع البلاد، ماف مؤسسه عندنا بتبدا وبعد 10 سنه بتلقاها بنفس الكفاءة.

اتيحت لي فرصة العمل في مستشفي خاص، في بدايتها كانت علي طراز عالمي وكفاءة ممتازة والان فضائحها في كل القنوات واصبحت مرتعاً للقط والجثث المتعفنه من ابناء السودان، وقس علي ذلك اي مبني او مؤسسة في تراجع مستمر وده ليه عشان نحن ما بنقيف بعد كل فتره ونسأل نفسنا شنو الممكن نغيرو.

في كل الدول المتقدمه الوظائف في الجوده المقاييس تمثل ما بين 20 الي 30 في الميه من الوظائف كمثال امريكا في ثلاثينيات القرن الماضي بدت بي اول نموذج لي الجوده do act check وده نموذج ادانا جوده ثابته ومع التعديل plan do check act يعني خطط اولا وهي اهم مرحلة.

نحن كبلد ما عندنا خطة لي بكرة ناهيك عن خمسية او عشرية او غيره، وبعدها تنجز وتشتغل شغلك وبعد كده تراجع العمل ده نفسو واخيرا تدرس المراجعات دي ومنها تعمل التعديلات التوديك قدام.

اذا افترضنا فريقين عمل بي نفس المقومات الاول مطبق لنظام الجوده والثاني لا، بعد تلات سنوات حتلقي انو الفريق الاول بقا 3 اضعاف كفاءة الثاني، لانو عدم تطبيق الجوده ده بخلي الكفاءه تقل سنويا الي ان نصل مرحله ما قادرين نواصل وده الحاصل في السودان.

وثقافه الجوده هي ثقافه شامله مبنيه علي النقد البناء وللاسف لا شعبا نمتلك ثقافه الجوده ولا حكومة، الجوده هي اساس اخلاقيات العمل.

اذاً الخلاصه هي انو ان لم تصير الجوده جزء من ثقافة الشعب السوداني لا يمكن ان ينهض واما الحكومات عموما والساسه هم اقل الحلقات جوده في هذا البلد المنكوب.

حتي الاعلام يفتقر للجوده، الجوده في الاعلام مثلا بدل ما تقول يااااااساتر الكبايه نصها فاضي وتوهم القارئ انها مصيبه كبيره ولا تبقي مطبلاتي وتجي تقول ياااااسلام الكبايه نصها ملان، تقول انو الكبايه ملانه الي نص حجمها وده الحدث الحقيقي.

ولو داير تعري اعلامنا وتعرف انو خاوي من الجوده احذف الصفات سمح شين بشع بائد فلول كوز علماني … بتصل لي انو ماف اي فعل في ارض الواقع، يعني عباره عن كلام ساي ماف فعل او حدث او عمل.

والاهداف ليست سراب كما يتكلم الساسه مثلا بيقولو ارجاع حق الشهداء، بناء عجلة التنميه وادخال مشاريع انتاجيه عظيمه والخ… وده كلو سراب يحسبه الشعب السوداني ماء.

الاهداف تقاااااس لازم تقاااااااااس يعني تقول في اول خمسه سنه ببني كذا مدرسه بي تكلفه كده وفي وقت كده بزرع كذا فدان قمح او بحاكم لي علي الاقل 20 من رموز النظام السابق يعني بي ارقاااااام.

واخيرا ارجع اكرر ان لم يمتلك الشعب السوداني ثقافه الجوده فلابد ان يحكمه من لايملك جوده ولا فهم.
واسأل الله ان يرفع شأن السودان وطنا و مواطنا.

Comments are closed.