(موازنات) الطيب المكابرابي: ثم ماذا بعد ان تتوقف؟

75

متفقون جميعا على ضرورة ان تتوقف الحرب ولكل وجهة نظر ومطلوبات..
من نادوا يوما بتسقط بس دون هدي ولادليل ولابرنامج لما بعد السقوط ينادون اليوم بلا للحرب وهم يرون ان اهدافهم قد تحققت الان بضحكهم وفرحهم كلما دخل التمرد منطقة أو قرية أو مدينة..كذلك لا يملكون برنامجا ولا هديا ولادليلا يمشون عليه بعد ان تتوقف الحرب.
من يسعون لوقفها بشروط القضاء على الجنجويد وعدم عودة الاوضاع لماقبل 15 ابريل ينتظرون تحقيق تلك الاهداف وكذلك لانظنهم انتبهوا لما يجب ان يكون بعد ان تتوقف الحرب.
بعض الجهات بدأت التفكير بهذا وتخطط من وقت مبكر لمرحلة مابعد انتهاء الحرب فالسودان الذي كان لن يكون إلا بلدا تم افراغه من كل ماكينة تنتج وكل مصنع وتم تدمير كل شئ فيه حتى الاسواق التي يعتاش منها الكثيرين تم نهبها وتدمير بنياتها فضلا عن تدمير المشافي والبيوت والسيارات وكل الممتلكات.
بناء البلد من جديد هو ماتتطلبه مرحلة مابعد الحرب، وحسنا فعلت بعض الجهات التي تحركت في وضع الخطط لهذه المرحلة وهي منظمات مجتمع مدني وعلى راسها وفقا لمعلوماتي اتحاد المصدرين والمستوردين العرب مكتب السودان الذي بدا يتحرك شرقا وغربا استعدادا واعدادا وتجويدا لخطط اعادة البناء والاعمار.
ومنظمة بت مكلي الطوعية التي بدأت برامج لتاهيل وتدريب الشباب بعدد من الولايات الامنة التي يتواجد فيها الشباب وهم من سيعودون حتما الى مدنهم وقراهم التي تحتاج اعادة بناء واعمار وترميم كل شئ وهو مايحتاج شبابا مدربين ومؤهلين ومهنيين.
نعم دحر التمرد هو الشاغل الان ولكنا ومنذ نشأتنا الأولى شببنا على اننا امة بيدين.. يد تبني ويد تحمل السلاح.
قواتنا المسلحة ومن يعاونها من اجهزة وقوات نظامية وشبه نظامية ومتطوعين هم الان من يحملون السلاح فهل تقف اليد الاخرى متفرجة مكتفية بالدعاء ام ان لها دورا ينبغي ان تلعبه؟.
ماننتظره ان تحذوا كافة منظمات مجتمعنا المدني حذو ماذكرنا من منظمات وإن يكون التفكير باتجاه مابعد توقف الحرب وإن يكون الشباب هم الهدف وإن ينخرط الشباب في برامج التدريب والتاهيل وامتهان المهن التي حتما ستجد سوقا رائجا في تلك المرحلة.
من نزحوا داخل البلاد سيجدون من المنظمات مايخطط ويصمم البرامج المناسبة لتلك المرحلة ومايجعل منهم فاعلين حاليا ومستقبلا، ومن نزحوا خارج البلاد لانشك أنهم وجدوا خلال نزوحهم من الافكار والمهن والاعمال ماهو جديد عليهم وما راق لهم كسبيل كسب للعيش ووسيلة تطوير للذات ولاقتصاد البلاد.
ويحتاجون فقط تدريبا وترتيبا للدخول في هذه المجالات وهذا ماننتظر ان تقوم به منظمات مجتمع مدني سودانية نزحت كل أو بعض هياكلها الى الخارج بالتضامن أو التعاون مع منظمات محلية في تلك الدول أو منظمات أممية مختصة ومهتمة بالتدريب والتاهيل للنازحين واللاجئين.
وكان الله في عون الجميع.

Comments are closed.