(موازنات) الطيب المكابرابي: الجيش السوداني ومهزلة جنيف

71

بدءا نرفع الايادي وشارات النصر تحية وأجلالا وتقديرا لقواتنا المسلحة وهي تحتفل بمرور سبعين عاما على تولي قيادتها (وليس تاسيسها) عسكري سوداني وضع هو وطواقمه القيادية من كل ابناء السودان لبنات جيش وطني يقاتل حتى اليوم باسم السودان الواحد ويحرس قيادته ايا كان جنسها أو لونها ويقدم الشهيد تلو الشهيد في كل بقعة من بقاع هذه الأرض الطاهرة التي دنستها اقدام غزاة بغاة جاؤوا على علم وبدعم من بعض ابناء الوطن العاقين ناقصي العقل والدين….

هذا الجيش وبهذه العظمة وهذا التاريخ يحاول البعض التطاول عليه والمزايدة عليه بل ووضعه في خانة تماثل وتشابه خانة جيوش قام بتدريب قادتها ومايزال ومقارنته بل ووضعه في خانة واحدة مع مليشيا يعلم الجميع أنها ومنذ نشاتها انتهجت القتل والسلب والنهب والاغتصاب اسلوبا وطريقة في حروبها حيثما كان…
من سخرية القدر وجور الزمان كذلك ان سعت الولايات المتحدة يقودها تفكير بعض ناقصي العقل والدين والوطنية من ابناء السودان الى جلب هذا الجيش بل وقيادته الى طاولة تفاوض في جنيف ليجلسوا في احدى جنبات طاولة يجلس على جانبها الاخر امثال مجوك الذي لايعرف حتى اداء التحية العسكرية دعك من ان يكون قائدا لفصيل عسكري!!!
اي مهزلة واي سوء سمعة تلك التي خرج وتخارج منها الجيش السوداني برفضه المشاركة في منبر جنيف…
مجوك (وهو اسم نوع من انواع البقر عند اهل الشمال يؤتى به من جنوب السودان لذبحه في ازمان محددة ومنه تخرج اسوا أنواع اللحوم ) استضافته الجزيرة مباشر الليلة الماضية وهو يتسكع في جنيف ممثلا المليشيا الدعم السريع في مفاوضات اليوم ….فغر فاه كالابله وقد حار جوابا على سؤال مقدمة البرنامج المهنية التي حاصرته حين قال ان قواتهم تسيطر على حوالي تسعين بالمائة من ارض السودان…
سالته عن السبب وراء ذهابهم الى جنيف وغيرها من الاماكن بحثا عن ايقاف الحرب وتوصيل الاغاثات وانتم وحدكم المسيطرون وإن اكثر من 25 مليون شخص يعيشون في اماكن تسيطرون عليها وهم من يشتكون الجوع والمجاعة الان؟؟
فغر الرجل فاه كما الابله كما اسلفت وبدأ يراوغ ولكن مهنية مقدمة البرنامج والمنتج ( وهنا نعترف بدور ومهنية بعض صحافيي الجزيرة ) لم تترك للرجل مجالا للهروب والمراوغة وقد انكشفت عورته وعورات كل من يسوقون لمزاعم منع الجيش وصول المساعدات…
نحمد للجيش وحكومة السودان اتخاذ موقف الرفض وعدم المشاركة في هذا المنبر المهزلة وننتظر فعلا حاسما خلال الفترة القليلة القادمة تتوقف به هذه الانتهاكات المتكررة من مجرمي وارهابيي الدعم السريع عسكريا أو باتفاق يشرف كل اهل السودان ويزيل كابوسا اسمه المليشيا والمرتزقة وقطاع الطرق الموجودين والمحتملين..
وكان الله في عون الجميع.

Comments are closed.