قرع طبول الحرب من الجهل أم الخوف.

97

بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن

وصلت إلي في الواتساب؛ العديد من البوسترات، و المقالات، و التصريحات، بعض منها يطرح استفسارات، و بعض أخر يرسلها باعتبارها تهديدا أمريكيا، و بأن التهديد سوف يكون نتيجة رفض ذهاب السلطة في السودان للمفاوضات في جنيف، و البعض الأخر متخوف من الدخول في مخاشنات مع أمريكا تؤثر سلبا على السودان، و البعض الأخر يهدد أيضا بالغزو الأمريكي و الدولي أو مساندة أمريكية لقوات أفريقية مع دعمها من قبل أمريكا و الغرب.. الأمر الذي يؤكد ان الذين يطرحون التساؤلات هدفهم الوصول لطريق الوعي الذي ينمو و يتوسع من خلال الحوار العقلاني، و هناك البعض قصدهم التهديد، لكن للأسف أن أدوات التهديد نفسها تفتقد المنطق، و الجهل بالسياسةالخرجية الأمريكية، و حتى الجهل بالمواثيق الدولية و كيفية استخدامها و تطبيقها، و أيضا جهل بالصراع الإستراتيجي الدولي في العالم..

أن مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية للسودان توم بيرييلو، جاء لكي يكون مشرفا على العملية السياسية التي كانت تقوم بها من قبل مساعدة وزير الخارجية الأمريكي ” مولي في” صاحبة فكرتي ” الاتفاق الإطاري” كحل للمشكلة السياسية قبل الحرب، و أيضا فكرة ” ورشة نقابة المحاميين” كان الهدف منها توسيع قاعدة المشاركة في “الاتفاق الإطاري” من القوى السياسية التيحضرت ورشة المحاميين. و عينت أمريكا لها سفير في السودان جون غودفيري لكي يكون متابعا في ” الرباعية و الثلاثية” بعد الحرب تم إنهاء دور السفير و كذلك “مولي في” و أصبح بيرييلو هو الذي يمثل الإدارة الأمريكية في القضية السودانية.. للأسف أنه بدأ عمله بإطلاق التصريحات و التلويح بالعصى و الجزرة و غيرها، و أصبح متجولا بين عدد من عواصم الدول التي تجاور السودان، لكنه لم يحضر للسودان للسماع من المسؤولين، أو منالمواطنين السودانيين داخل السودان..

فكرة جنيف من خلال الأجندة المطروحة، هي مختصة بتوصيل الإغاثة للمحتاجين لها داخل السودان، مع وقف لإطلاق النار يسهل عملية مرور الإغاثة.. و أمريكا بدعم سويسري و توافق سعودي؛ هم الذين هندسوا مفاوضات جنيف، و هم الذين حددوا الدول المنظمات التي تحضر المفاوضات، دون استشارة السلطة السودانية، هو التعامل بفرض الأمر..يقول الفريق أول شمس الدين الكباشي عضو مجلس السيادة و نائب القائد العام للجيش في لقاءه مع الوفد الإعلامي المصري لبورتسودان قال (رفضنا مخاطبة بلينكن للرئيس البرهان بجنرال ، تمسكنا بوفد يمثل الحكومة، كمانرفض توسعة منبر جدة و لا نريد وسطاء جدد غير السعودية و أمريكا و الاتحاد الأفريقي كما كان الحال في جدة، و أكد أن أمريكا غير حريصة على تنفيذ اتفاق جدة، و هي تراوغ و نحن نريد أتفاق سلام عادل يحقق مطلوبات الشعب.. و ليس هناك جهة تستطيع أن تملي علينا قرارأ )  بين الرؤيتين يتبين أن الخلاف عميق و هناك هوة بين الطرحين..

أن أتصال وزير الخارجية الأمريكي بلينكن برئيس مجلس السيادة البرهان يحثه على إرسال ممثلين لمفاوضات جنيف، تؤكد فشل المبعوث الأمريكي في مهمته، و هذا الفشل تحاول بعض الجهات التي تعمل لصالح الميليشيا إعلاميا أن تروج بأن رفض السودان إرسال مفاوضين سوف يجعله في مواجهة مع أمريكا، و الذين يروجون للتدخل الخارجي و يلوحون بالعصى الأمريكية، هؤلاء يؤكدون جهلهم بالسياسة الأمريكية، و كيفية اتخاذ القرار فيها، و جهلهم حتى بالمواثيق الدولية، مما يؤكد حالة الحيرة التي هم فيها.. تيم برييلو لا يستطيع أن يدخل في مناكفات، و هو يعلم أن وظيفته لا تعطيه حق التلويح بالعصى.. و حتى إذا خرجت منه كلمة تشير لذلك يلحقها بأخرى لكي تغطي عليها.. اليس هو الذي قال في القاء مع سعد الكابلي أن الميليشيا ليس لها مستقبلا في السودان.. و اشاد من قبل بالجيش الذي عمره مائة عام..

خرجت هناك مقولة نسبت إلي المبعوث الأمريكي،بأنه قال: أن حضور الأمارات كمراقب في مفاوضات جنيف جاء بطلب من القوى المدنية.. و لكنه لم يعرف من هي القوى المدنية التي قبل طلبها، ورفض طلب الجهة التي تمثل الدولة السودانية، و التي ترفض حضور الأمارات، و توسعة منبر جدة.. أن أصرار بيرييلو على حضور الأمارات ليس رغبته الشخصية، أنما هي رغبة أمريكا، حتى لا تتضرر الأمارات مستقبلا من مشاركتها مع الميليشيا في تدمير البني التحتية للسودان، و نهب و سرقة ممتلكات المواطنين و قتلهم.. فالصراع في السودان خرج من دائرة السياسة إلي إنتهاك حرمة البلاد و ضرب وحدته، و دخول عشرات الآلاف من المرتزقة من دول الجوار بغرض النهب و السرقة و الاغتصابات و غيرها من الجرائم..

ليس هناك جديدا في مفاوضات جنيف، خاصة أن السودان متمسك بمنبر جدة دون مشاركة أي دول أخرى غير السابقة.. لكن أصرار أمريكا على جنيف و توسيع المنبر، يؤكد أنها ليس ساعية من أجل توصيل الإغاثة بهدف نجدة السودانيين الذين هم في امس الحاجة إليها، أنما هي تريد أن تخرج الأمارات من مأزقها إذا طلب منها المثول أمامالمنظمات و المحاكم الدولية بعد وقف الحرب، و إلا أن الأمارات سوف تعترف بكل الدول التي كانت وراء جدار، تقدم الدعم المادي و اللوجستي و الاعلام و الخبرات الفنية و العسكرية للميليشيا، و تبين حدود المؤامرة التي أحيكت ضد السودان و شعبه.. أما الذين ينتظرون الغزو الخارجي أيضا عليه أن يتدربوا على كيف الإمساك و تعلق بأجنحة الطائرات عند إقلاعها.. نسأل الله حسن البصيرة..

Comments are closed.