مصطفى ابوالعزائم يكتب (بُعْدٌ ..و .. مسَافَة): مقتطفات السّبت..

69

من أكْثرِ كُتّابِ الأعمدة الصحفية الذين أحرص على متابعة ما يكتبون ، الصّحفي السّعودی الأستاذ مشعل السديري، والذي ينقلك إلى عالمٍ هو عالمنا ، لكنه في ذات الوقت ليس عالمنا، بأسلوب سهل وخيال واسع ومفردة تكاد تضحك أو تتكلم إن أراد لها ذلك .

إلتقيت بعدد كبير من زملاء المهنة السعوديين سواءً داخل السُّودان أو السّعودیة أو خارجها ، من خلال عملٍ في بلاط صاحبة الجلالة إستمر زهاء الأربعة عقود ونيف، لكنني لم ألتق بالأخ الكريم الأستاذ مشعل السديري، وكنت أتمنى ذلك، على الأقل لأشكره على “الإمتاع والمؤانسة” الحديثة التي لا تشبه “إمتاع ومؤانسة” أبو حيان التوحيدي الفيلسوف المتصوِّف والأديب البارع، والذي يُعَدُّ من أعلامِ القرنِ الرابعِ الهجري هو «عليُّ بنُ محمدِ بنِ العباسِ التوحيديُّ»، كُنْيتُه «أبو حيَّان» وكتابه ذاك كان عبارة عن تسجيل يروي ما جرى في سبع وثلاثين ليلة قضاها أبو حيان التوحيدي في منادمة الوزير أبي عبد الله العارض، وزير صمصام الدولة ابن عضد الدولة البويهي ، جمعها التوحيدي وأهداها لأبي الوفاء محمد بن محمد البوزجاني الذي وصله بالوزير أبي عبد الله ؛ وهو ثلاثة أجزاء وكان قد أهدانيها أستاذي وأستاذ الأجيال الصّحفي الكبير الأستاذ محمد الخليفة طه الريفي قبيل إلتحاقي بالعمل الصّحفي إحترافاً وكنت أزوره يومها مع والدي الأستاذ محمود أبوالعزائم رحمهما الله .

نعود للسّديري وقد إطّلعت على مقال له رأيت أن أشرك فيه قارئ « بُعد.. و.. مسافة» ومن المُصَادفات أنه جاء يحمل عنوان “مقتطفات السّبت”.. إذاً تعالوا نستمع معاً بهذا الضّرب من ضروب الكتابة الصحفية الممتعة .

*مقتطفات السّبت …*
أنثى الذئب التي تسمى “السرحانة” عندما تجد شريك حياتها، فإنها تعيش معه طول حياتها، ولا تستبدل به آخر حتى بعد موته ، وذكر الذئب لا يعاشر أنثى أخرى حين يكون مرتبطاً بزوجة، حتى لا يضيع ويتفرق نسله ، كذلك الذئاب لا تترك والديها عندما يكبران في العمر ويعجزان عن تأمين غذائهما ، فشباب الذئاب يصيدون ويأتون بالفرائس إلى أوكارها ، حيث تتشارك الأكل مع والديها الكبار وأشبالها الصغار ، كما أن هناك معلومات أخرى لا نعرفها عن الذئب، فهو :
1- لا يأكل الجيفة مطلقاً .
2- لا يحدث عنده معاشرة المحارم ؛ أي أنه لا يتزوج أمه أو أخته كباقي الحيوانات .

وقد ذكرني بالفيلم الأميركي “الرقص مع الذئاب” ، بطولة كيفين كوستر . وفي تاريخنا ، سبق الصعاليك مؤلف هذا الفيلم ، عندما رقص الشاعر “الأحيمر السعدي” مع الذئب قبل الممثل كوستر بعدة قرون، وقال:
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى/ وصوّت إنسان فكدت أطير .

لهذا فبعض رجال البادية يطلقون على أبنائهم اسم “ذيب” ، وأعرف واحداً منهم يحمل هذا الإسم ، ولكنه في الواقع هو أقرب ما يكون لـ”الجعري”، شكلاً وموضوعاً.
***
لجأ شاب ألماني ، في أثناء حفلة نظمها بمناسبة خطوبته على فتاة أحلامه، إلى إستدعاء البوليس لطرد ما لا يقل عن 3 آلاف ضيف “غريب”، وذلك بعد أن فوجئ بحضورهم الحفل ، بناء على دعوة وجهها لمتابعيه عبر شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وكان المغفل قد نسي أن يشير إلى خصوصية دعوته للأصدقاء فقط ، مما دفع الألوف من الأشخاص لحضور الحفلة ؛
المشكلة أنهم إنقضوا على مائدة الطعام وجعلوها “قاعاً صفصفاً”، قبل أن يصل البوليس .

وبما أننا بصدد “الأفراح والليالي الملاح”، فهناك امرأة خليجية تقول:
دُعيت لحفل زفاف في أحد الفنادق ، وعندما وصلت لباب الفندق ، وجدت بابين: الأول مكتوب عليه “للسيدات”، والآخر “للرجال” ، فدخلت من باب النساء، ومشيت خطوات فوجدت كذلك بابين : الأول مكتوب عليه “لمن معها أطفال” والثاني “لمن ليس معها أطفال” ، وبما أن معي طفلتي ، دخلت من الباب الثاني ، وما إن مشيت عدة خطوات حتى وجدت نفسي في الشارع الخلفي للفندق ، فرفعت كفي للسماء ، قائلة: حسبي الله عليهم، هم وعرسهم .
***
ذكر لي صديق ، وهو طبيب نفساني : نصحت أحد زبائني ، قائلاً له : عندما يحين موعد نومك، ضع المشكلات خارج المنزل، ونم بهدوء، فرد عليّ رداً لم أتوقعه ، عندما قال :
معقول يا دكتور أخلي زوجتي تنام بالشارع !؟.
sagraljidyan@gmail.com

Comments are closed.