الطيب المكابرابي: شيبة.. النار في كل الاتجاهات

70

للمرة الثانية وخلال شهر أو شهرين تقريبا استمع الى مقطع فيديو يبث على المواقع المختلفة والمتحدث هو الاخ شيبة ضرار قائد قوات تحالف الشرق وفي كلا التسجيلين كان للاخ شيبة حديث لا يتناسب ولا بشبه من يتحدث باسم اهل الشرق المعلومين لكل اهل السودان بعفة اليد واللسان والشهامة وكرم الضيافة والترحاب بالناس والضيوف بل هم من يعلمون أنهم اصل كثير من قبائل السودان اثر التزاوج الذي حدث بينهم اي البجا والعرب الذين دخلوا السودان عبر البوابة الشرقية…
في مقطعه الاول مما أشرت اليه هاجم الاخ شيبة اهل الشمالية ونهار النيل وحدد مناطق ومدن اتهم اهلها بعدم الوقوف في وجه العدو ثم مالبث ان تراجع عن ذلك واعتذر عنه..

في مقطعه الثاني والاخير كان يوجه الحديث في بادئ الامر لكل اهل السودان الذين قصدوا الشرق محتمين به بعد احتلال الجنجويد مساكنهم وقراهم واخرجهم معدمين لا يملكون حتى مايستر العورات احيانا ومايقي حر الشمس وبرد الشتاء وكثيرون منهم نساء واطفال وعجزة فكان يعيب عليهم هذا الخروج من مناطقهم والمجئ الى الشرق..
شيبة في حديثه هذا يتهم الكل بالجبن وبالخيانة وبالاحتماء بالشرق الى حين.. إذ قال انهم سيهربون نحو مصر وتركيا وغيرهما من بلاد الله…
في خواتيم حديثه ارسل الاخ شيبة اشارات الى من اسماهم من كانوا محايدين حتى وقت قريب وإن هناك تمييزا لهؤلاء حسبما فهم الناس من حديثه..

ما لا يتوقعه اي سوداني ان يحاول قائد مثل شيبة الامتناع عن ايواء من يحتاجون الايواء في بلده ومن يبحثون عن الامان في هذا المكان فقد راى هو والناس اجمعين كيف كانت المدن تستقبل الفارين من الخرطوم في بدايات الحرب وكيف يقدمون لهم الطعام والشراب وينصبون لهم الخيام للاستراحة ومن ثم مواصلة المسير لمن اراد..
خطابات شيبة الموجهة الى ابناء جلدته ممن اكتووا بنار الحرب تحمل وجها لا يتسق ومواقف رجل زعيم فالزعيم هو من يتحمل فوق طاقته ويؤكد انه قائد وقيادي لا ينصرف الى صغائر الامور ولا يهمز أو يلمز من يعلم تماما انهم الان في داره ويتوقعون اكرامه وفادتهم واحتمائهم باهله في شرق السودان..

في جزئيته الاخيرة يلمح الاخ شيبة الى مانفسره بعدم رضاه عن تعامل الحكومة معه ومع قواته مثلما التعامل مع قوات الموقعين على اتفاق جوايا للسلام وتمييزها اولئك دون قواته أو تمييزه هو كذلك كقائد قوة عسكرية في شرق السودان.

ما الذي يمنع الاخ شيبة من دخول المعركة كذلك كما دخلها المحايدون حتى وقت قريب كما قال وماالذي يمنع الحكومة من تمييزه هو كقائد وقواته كذلك اذا ماقرروا الدخول مقاتلين الى جانب الجيش والقوات الاخرى المساندة؟؟

لا نتوقع ان تتاخر الحكومة في منح شيبة وقواته ما يستحقون من تمييز وميزات مثلما تمنح من يقاتلون في صفوف الجيش وبعضهم متطوعون لايطلبون إلا تحرير البلد من الغزاة.

ماننتظره من القائد شيبة وكبار اهلنا في الشرق ان يتوقف مثل خطاب الاخ شيبة الذي يحاول ان يقول للناس ان الشرق شرقي وانكم ستندمون على المجئ اليه وإن السودان هذا لابد ان يكون هكذا مقسما وكل قائد يتحكم فيما يليه.
وكان الله في عون الحميع.

Comments are closed.