أبوحمد.. مدينة تتوسد الذهب وتغتسل بعرق الرجال
بقلم: الطيب المكابرابي
هي المرة الثالثة التي التي اطأ فيها بقدمي هذه المدينة وفي كل مرة اجدها في حال مختلف ووجه وضئ بإسم حتى حين حلت الكارثة وانهارت بيوت الطين على رؤوس الساكنين.
مدينة ابوحمد التي كانت يوما منطقة شدة لايرغب العمل فيها المنقولون اليها من عمال وموظفي السكة حديد باتت اليوم ابهى مدن الشمال واكثرها جذبا للخلق وللاستثمار سواء كان في المعدن الاصفر الذي تتوسده هذه المدينة وتتقلب فوقه كلما اوجعها جنب وارادت ان تستريح اوفي التجارة حتى في ثقيل الاليات والمعدات أوفي الصناعة أو الزراعة التي ترتاد مجالها شركة دال.
مدينة تنهض ومحلية تتوسع وتنير ستا وثلاثين قرية في شهرين بمافيها جزر تحتاج ابراجا للنقل عبر النيل وتخطط وتجهز مواقع سكن بكامل الخدمات لمن تاثروا بالسيول والامطار وهم من اعتادوا مناخا لا يعرف الامطار فسكنوا بيوت اجدادهم المبنية من الطين والطوب الاخضر ويركبون في ذات الوقت آخر ما انتجته شركات كوريا واليابان من السيارات.
برغم ما احدثه الخريف من دمار واسع وشاسع فتحت المدارس ابوابها للصغار وتوسعت خدمات التعليم والصحة باستجلاب اجهزة من بينها جهاز حديث هو الثالث في السودان والوحيد الموجود في السودان اليوم إذ التوقعات تشير الى ان التمرد دمر صنويه في الجنينة ومدينة ود مدني.
المدينة تستعد لاستضافة مجموعة من المتنافسين في الدوريات قريبا وتتوقع حدثا رياضيا كبيرا فبراير القادم وقد اهلت استادا انيقا مفروشا على نفقة المسئولية المجتمعية للمكون المحلي وقد سبقتهم بتسوية كامل الارضيات المسئولية المجتمعية لشركة دال الزراعية.
عمل مذهل ومدهش ماراه اعضاء رابطة صحافيي واعلاميي الخرطوم بنهر النيل وهم يطوفون بجزء من مشروع دال الزراعي الذي اسس شراكة مع مشروع الامن الغذائي في ابوحمد فادخل واستخدم الالة واحدث التقنيات لانتاج الاعلاف والقطن والتمور وتوسيع الانتاح راسيا وجعل الري مجانا لكل من يزرع في مشروع الامن الغذائي.
كل الذي ذكرناه ومالم نذكره كثير يقف خلفه رجال.. مسؤولون رسميون لاتفتر لهم همة ولاتلين لهم عزيمة وقد رايناهم يتحركون ويسكنون وكله عمل وانحاز.
رجال من اهل البلد يحرسون حقوقهم وهم يعلمون أنهم فوق بحيرة من ذهب ولهم فيها نصيب واخرون يستحي الجود إذا ماذكروا ويتوارى الكرم احتراما لمقامهم وقد فتحوا الابواب لكل طالب ماوى مع الطعام والشراب حتى أصبحت تكايا لكل معاق اوطالب علاج ممن يعملون في التعدين ولكل العابرين.. رجال يعملون في اسواق تلك المدينة ويتاجرون باخلاق الرجال ويكرمون من يعلمون انه غريب وهم قد كانوا على المدينة غرباء.
حكومة نهر النيل التي سهلت لوفدنا زيارة هذه المحلية ومعرفة مافيها والتعريف بمالها وعليها قد لاتعلم ان الطريق من الدامر الى ابوحمد بات يستغرق سبع ساعات بدلا عن ثلاثة بفعل السيول والامطار والحركة الكثيفة التي احالت الطريق الى حفر متناثرة تضر بجسم السيارة فنستورد المزيد من قطع الغيار ومن بداخلها فنستورد العلاج والدواء وتقطع الوقت والزمن الذي يحتاجه الناس لمزيد من الانجاز وقضاء الحاجات والاحتياجات.
وكان الله في عون الجميع.