اتحادي الأوسط يقدمون إضاءات في السياسة

41

بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن

عقد عدد كبير من رموز الاتحاديين في الإقليم الأوسط يوم السبت 23|11| 2024م

جلسة حوار سياسي في قاعة نادي الدقي الرياضي بالقاهرة.. حيث دعوا إليها عددا من القيادات الاتحادية في أقاليم السودان المختلفة، هم بهذه الدعوة بصدد تنظيم أنفسهم من خلال فكرة طروحها في الساحة السياسية، و هي فكرة ” فدرالية العمل الحزبي” و هي فكرة جديدة

ذات حمولات سياسية كبيرة حتما سوف تفجر

حوارا فكريا داخل المجموعات المختلفة..

يقول البيان الذي يبشر الاتحاديين بالفكرة الجديدة في مقدمته (استلهاما للتاريخ المضيء للحركة الاتحادية عبر تخلقاتها منذ الاستقلال

، مرورا بفترات مقاومة النظم القهرية، و إدراكا لضرورة مجابهة الواقع الأليم الذي

يعيشه الشعب السودان الان

و مهدداته بزوال الدولة السودانية، و إنطلاقا من المسؤولية التاريخية

و استجابة للنداءات المتكررة من قواعد الحزب على أمتداد الوطن الجريح و خارجه، نعلن بالعمل و التجرد الكامل و التضحية و الإرادة الشاملة،

على توحيد قواعد الحزب مفسحين لها المجال..

دون شروط إلا بالالتزام بقيم الحزب و مبادئه و مثله لتمارس حقها المشروع في حرية منضبطة

تراجع فيها الأداء لتحدد منهج عملها في المستقبل في ديمقراطية بلا اكراه أو اغراء أو إملاء,

قيادتها من الأجيال الجديدةقيادتها من الأجيال الجديدة

و تختار قيادتها من الأجيال الجديدة التي تمثل الحاضر و كل المستقبل) أن واحدة من إشكالية الحركة الاتحادية بكل تفرعاتها غياب الأجيال الجديدة و المرأة، و هذا الغياب ” للأجيال الجديدة” هو الذي أضعف الحركة الاتحادية و جعلها قوى سياسية بلا رؤية، حركة كانت تصنع الأحداث

و تقدم المبادرات تشغل كل القوى السياسية بما تقدمه من مبادرات و تصورات إلي حركة تعجز حتى تعلق على الأحداث الجارية..

 

أن فكرة “فدرالية الحزب” تؤسس على عمل تنظيمي لكل إقليم، أن يختار لجنة تمهيدية الهدف منها أن

تعمل على قيام مؤتمرات في المحليات المختلفة في الإقليم و تختار قياداتها التي تنتخب قيادة الإقليم، و تصبح قيادة الإقليم هي مسؤولة مسؤولية مباشرة على تنفيذ توصيات و قرارات مؤتمراتها. ما هي الفائدة من ذلك:-

1- أن أهل الإقليم هم أدرى بمطالب و حاجيات أقليمهم، و أيضا هم أدرى بالعناصر المؤهلة التي تستطيع
أن تعمل من أجل تلبية حاجات الإقليم.
2- أن الإقليم هو المسؤول أمام الحزب في أختيار الشخصيات التي يخوض بها الانتخابات في البلاد
و المجالس المحلية و حتى في القوى المدنية الأخرى و دعم الحركة الطلابية الاتحادية في الإقليم..

 

 الفدرالية تمنع مركزية القرار

3- أن الفدرالية تمنع مركزية القرار الذي يحاول أن يعتمد على عناصر الولاء دون الكفاءة، و بالتالي يبح الحزب
جاذب للأجيال الجديدة، و يترفع العضو على حسب دوره الفاعل في محيطه و أيضا قدراته الذاتية في إدارة الصراع و المعرفة و الثقافة السياسية،
الأمر الذي يقلل فرص صعود عناصر ضعيفة و قدراتها متواضعة..
4- أن الفدرالية الحزبية تمنع تمركز القرار إذا كان في شخص واحد أو أسرة أو مجموعة من الشلة…
5- أن الفدرالية سوف تتجاوز سيطرة ” الكارزمة ” على الحزب و لا تعطي أي شخص حق أكثر
من بقية العضوية الأخرى، و بالتالي لا يستطيع أي شخص أن يتقدم إلي القيادة
دون أن يخوض الانتخابات، أولا في المنطقة التي يقطن فيها ثم الانتخابات العامة للحزب
التي تشارك فيها كل الولايات
..
6- أن الفدرالية لا تقدم إلا العناصر الصلبة التي تستطيع أن تطرح رؤيتها بقوة دون خوف أو وجل و تصبح المكونات
الحزبية في درجة عالية من
الفاعلية و الحوار السياسي الذي يعد أهم ركائز العملية الديمقراطية لأنه يكون منتجا للثقافة الديمقراطية
تنظيرا و ممارسة..
7- أن فدرالية الحزب تدفع الأجيال الجديدة للمشاركة الفاعلة في العملية السياسية،
و تمنع ظهور الأمراض الاجتماعية ” الانتهازية و الوصولية و التملق و غيرها” التي تتسبب فيها سياسة ” الكارزمة”
التي تحضن فقط آهل الولاء و المحسوبية و تقدم العناصر ذات القدرات الضعيفة،
التي بالفعل قد أقعدت الحزب و جعلته على هامش العمل السياسي..
8- أن فكرة ” فدرالية الحزب” فكرة جيدة و تجد قبولا كبيرا وسط الأجيال الجديدة لأنها تمنحها مساحة كبيرة في المشاركة و تقديم أفكارا جديدة تعمل على استنهاض الحزب و تعيده إلي سيرته الأولى
أن يصنع الأحداث السياسية و يقدم المبارادرات التي تفتح العديد من منافذ الحوار الوطني
. و لكن في ذات الوقت تحتاج لقوة و صلابة من قبل آهل الفكرة باعتبار أنها تهدد مصالح لأسر و شخصيات تسترزق بأسم الحزب، فهي معركة و صراع وجود للبعض. هل القيادة على قدر التحدي..

الأفكار هي وحدها التي تصنع التغيير

أن الأفكار هي وحدها التي تصنع التغيير السياسي و الاجتماعي و التنمية و النهضة بكل تفرعاتها، و الحزب الذي يضخ أفكارا في الساحة السياسية، هو الذي سوف يتسيدها، نركز على الأفكار التي تنطلق من الواقع و تعمل على إصلاحه، و ليست أفكار تؤسس على نظريات قد أثبتت فشلها في العديد من المجتمعات التي كانت قد تبنتها.. أن هذه النخبة التي جاءت بفكرة الفدرالية قد فتحت حوارا في الجلسة مفيدا رغم إختلاف الرؤى، لكنه يخلق شيئا من التقارب بين ا

لتيارات و يؤسس لواقع جديد..

نسأل الله التوفيق و حسن البصيرة..  

Comments are closed.