عبود عبدالرحيم يكتب: إنهيار رياضي بعد فشل سياسي

333

لحقت حالة التردي العامة في البلاد بالقطاع الرياضي، حيث يشهد نادي المريخ أزمة غير مسبوقة في تاريخ مجالس الادارات الكروية في السودان وربما في أفريقيا والعالم.

وبالأمس فقد الهلال آخر بصيص الأمل في ان يستضيف مباراته في دوري ابطال افريقيا امام منافسه النيجيري بملعبه “الجوهرة الزرقاء”.

قرر ممثل الاتحاد الافريقي لكرة القدم ان استاد الهلال بأم درمان “لا زال دون مواصفات استضافة المباريات الدولية”، ورغم الاصلاحات التي أعلنت تنفيذها لجنة التطبيع التي تتولى إدارة الهلال، جاء قرار الاتحاد الافريقي الصادم “عفواً ملاعبكم لا تصلح”.

لا يمكن وصف الاوضاع الرياضية في السودان بغير “الإنهيار” فقد اصبح المنتخب الوطني وناديي القمة هلال ومريخ بجانب أهلي مروي في “حالة تشرد” وبحث عن ملاعب لأداء استحقاقات منافستي الامم والاندية الافريقية.

من المسؤول؟؟ الدولة وهي تواصل تجاهل النظام السابق لإكمال المدينة الرياضية؟؟ ام اتحاد الكرة الذي غرق في تفاصيل حروبات الاندية ويمارس الإنحياز الفاضح؟؟ اندية القمة التي اقتصر طموحها علي فوز احدهما على الآخر بالدوري المحلي؟ ام الجمهور الرياضي الذي أجبرته كورونا على هجر المدرجات ثم اصابه اليأس من الضغط على قادة الرياضة لإنقاذ مايمكن إنقاذه من سمعتنا الكروية؟؟.

لعب منتخبنا في المغرب بعد موافقة اتحادها مشكوراً على استضافة مبارياتنا واعتبار ملاعبه ارضنا وبلدنا الثاني، شكراً المغرب حكومة مملكة واتحاد رياضي وشعب شقيق، موقف نبيل ولا يستطيع احد لوم اللاعبين والجهاز الفني ان خسرنا وغادرنا المنافسة.

وتتوجه انديتنا الثلاثة المشاركة افريقياً إلى مصر الشقيقة لاداء مبارياتها في الدور الاول لبطولتي افريقيا، وسط ضغط نفسي وذهني للمطالبة بتحقيق نتائج إيجابية.

نتوارى خجلاً في مواجهة أسئلة الجمهور العربي والافريقي حول عدم وجود ملاعب صالحة للمنافسات في بلدنا ونحن نتفاخر بتأسيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم ونتحدث في الفضائيات بان نجومنا علموا عرب الخليج كرة القدم، للاسف اصبحت كلها اسطوانات مشروخة ونحن نفشل في تأهيل ملعب لاستضافة مباريات المنتخب والاندية.

 حتى ملعب “قلعة شيكان” بالابيض الذي جعل منه الوالي السابق مولانا احمد هارون تحفة رياضية حظيت باعجاب نجوم القارة، طالته يد الإهمال ولم يتم المحافظة على حالته في عهد هارون عندما استقبل فيه هلال التبلدي فريق مازيمبي الشهير في الادوار النهائية للكونفيدرالية، فاعتبره الاتحاد الافريقي الآن خارج خدمة استضافة المباريات.

الحال الرياضي لا ينفصل عن الوضع العام بالبلاد والتدهور الذي طال كل مناحي الحياة، والمؤسف ان خبراء الاقتصاد يتوعدونا بمزيد من الإنهيار في ظل “تشاكس” حكام البلد من عسكر ومدنيين على ما تبقى من وطن اسمه السودان، دون ادنى اهتمام بما يتعرض له المواطن.. والله المستعان.

Comments are closed.