الزين صالح يكتب: طاقية إبراهيم الأمين من يلبسها؟

146

بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن
قال الدكتور إبراهيم الأمين نائب رئيس حزب الأمة، والذي كان عضوا في وفد قحت للتفاوض مع المجلس العسكري للجزيرة مباشر أنه قدم أستقالته من قوى نداء السودان أثناء التفاوض والإعداد للوثيقة الدستورية لإكتشافه تلاعباً حدث فيها، دون علم طرفي التفاوض، متهما ثلاثة اعضاء لم يكشف هويتهم من المكون المدني والعسكري بالعبث بالوثيقة، وقال إنه فضل الصمت حينها حفاظاً على هيبة الوثيقة.

والسؤال للدكتور إبراهيم الأمين هل هيبة الوثقية تأتي بكشف التعديلات التي تتم وراء ظهر المفاوضين أم السكوت عن هذا العبث بالوثيقة؟ هل القيم عند النخبة السودانية مقلوبة؟ ان أكتشاف التعديل في وقته سوف يعطي إنذار بالحذر في تعامل المستقبل. وكانت العناصر التي فعلت ذلك تخرج من دائرة الفعل السياسي.

السؤال الثاني أيضا موجه للدكتور الأمين لماذا قلت استقلت من وفد نداء السودان وليس الوفد المفاوض “لقحت” هل يعني ذلك تريد أن تحصر الإتهام فقط في المنتمين لنداء السودان؟ أم نداء السودان هو الذي كلفك بالتفاوض مع العسكر والاستقالة منه استقالة من وفد التفاوض؟ لكن الدكتور كان مشاركا في التفاوض حتى إتمام المساومة السياسية.

والسؤال الثالث ما هي الجهة التي تعتقد انها تقدم لك مسألة لكي تكشف للشعب العناصر التي شاركت في تزوير الوثيقة من وراء ظهر المفاوضين؟

وحديث الدكتور إبراهيم الأمين يعد اتهاماً بطريق غير مباشر للأستاذ ساطع الحاج باعتباره الشخص المكلف بصياغة الوثيقة، وكان مشاركا في وفد التفاوض، وحتى الآن لم يتحدث إذا كانت الوثيقة صحيحة أم محرفة.

وعند توقيع الوثيقة تحدث الناس أن هناك أكثر من وثيقة غير معروف أيهما هي الأصل. وكان على عضو وفد “قحت” الذي شارك في صياغة الوثيقة أن يخرج ويبن ما هي الوثيقة الأصلية التي يجب التعامل بها، والسؤال من هي الجهة التي جعلت هناك أكثر من وثيقة؟.

يصبح الاتهام الذي كان قد وجهه السكرتير السياسي للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب في أول ليلة سياسية لحزبه، بأن هناك عناصر من “قحت” قد اجتمعوا مع العسكر لتمرير أجندة ضد أهداف الثورة يكون صحيحا، خاصة أن المساومة السياسية هي التي أدت لخلاف داخل تحالف “قحت” الأمر الذي جعل الحزب الشيوعي يسرع بنفض يده من التحالف، وحزب الأمة قد جمد نشاطه فيه.

لكن يصبح السؤال إذا كان حزب الأمة جمد نشاطه لهذه الأسباب لماذا رجع لذات المجموعة التي كان قد خرج منها، ثم بدأ يشكل لها حماية، ما هي المعادلة السياسية التي تغيرت وجعلت حزب الأمة يرجع ويشارك في هياكل السلطة وخاصة التنفيذية وتنفذ له كل مطلوباته؟.

السؤال المهم ما هو دور المخابرات الأجنبية في عملية تعديل الوثيقة الدستورية؟ وهل هذه المخابرات هي وراء إقناع المدنيين بتعديل الوثيقة دون علم زملائهم في التحالف؟.

أن الدكتور إبراهيم الأمين قد جعل كل أحزاب “قحت” في دائرة الاتهام، لكن إذا كان بالفعل هناك مشاركين في عملية “التزوير” يصبح هؤلاء ضمن القوى الموجود الأن في السلطة باعتبار أنهم في حماية المكون العسكري، وهذا أيضا يقود لسؤال مهم جداً هل كل الذي يجري الأن هو تمثيلية عبثية يشارك فيها الجميع بهدف تمديد فترة السلطة الانتقالية لوقت غير معلوم؟

هذه الأسئلة يجب أن تجيب عليها قوى الحرية والتغيير، وتكشف للشعب السوداني العناصر التي تواطأت وشاركت في عملية تزوير الوثيقة الدستورية.

Comments are closed.