نرفع القبعة (مجلة قضايا فكرية)

0 27

بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن صدور مجلة قضايا فكرية” دورية ربع سنوية و تتطور لتصبح شهرية خطوة جيدة في قضية النشر الفكري، و ربما سيكون لها أثرا في إصلاح مسار العمل السياسي، من الناحية الفكريةباعتباره الأداة الناجعة في التغيير، إذا كان تطلع النخب السياسية السودانية التغيير، و النخب السياسية كانت قد هجرت الفكر، و ظلت تتعامل بالشعارات باعتبارها أفضل منتجات العقل السياسي في وجهة نظرها، و الشعار ميزته الأساسية أنه يعطل العقل المنتج، و يصادر حق الآخرين في تقديم رؤاهم، لأن الأخرين سوف يكونوا مواجهين برايات مرفوعة و محفوظة بين العامة، و أيضا بعض من المثقفين ” كلام كيزان كلام شيوعيين كلام قحاته” و غيرها من وسائل الردع، لغفل باب الحوار.. و سلوك بعض النخب بممارسة أن تردع محاورك بمؤثرات و وصفات سالبة بهدف قطع الطريق على الحوار.. الأمر الذي يؤكد ضعف الثقافة الديمقراطية، و سيادة الموروث من التراكم الكبير للثقافة الشمولية…

و قبل الدخول في توصيف المجلة أشكر الصديق والزميل” المثابر الدكتور صديق الزيلعي رئيس التحرير للمجلة، بإرساله العدد الأول إلي، و الزيلعي رجل يغوص في ضروب المعرفة، و مجتهد كثيرا في العديد من مسارات السياسة ” اجتهادات تأخذ منحا ثقافيا و فكريا بهدف تطوير الخطابالسياسي، و جعله خطابا هادفا من جانب، و من جانب أخر يساعد على تطوير الحوار السياسيبين التيارات مختلفة و جعله مفيدا لتطوير عملية الوعي الجماهيري، و يلتزم بالضوابط و الشروط الأكاديمية، و كان الزيبعي قد بدأ بتأسيس منبر ” أفاق جديدة للحوار الفكري” الذي قد من خلالهالعديد من الندوات، و تناول العديد من الملفات المهمة.. و ألان أصدر العدد الأول من ” مجلة قضايا فكرية” لكي تصبح منبرأ أخر، و اتمنى أن يكون لها أثر إيجابيا، و أن تقدم إجابات للعديد من الأسئلة التي تشغل المواطن قبل النخب السياسية. فالحوارات الفكرية هي التي تفتح مسارات عديدة لحل العديد من القضايا المختلف عليها، و في نفس الوقت تبعد شبح العنف و المشاحنات بين المختلفين سياسيا و فكريا، و تؤسس لواقع سياسي جديد منتج و ليس دغمائي محنط..

تقول المجلة عن أهدافها هي (مجلة محكمة بمعنى تقيدها بمعايير نشر الدراسات والبحوث المحكمة. اضافة للمقالات التي تلبي المعاييرالمطلوبة التي تتيح في نفس الوقت الكتابة الحرة، التي ليس بالضرورة ان تتقيد بالمعايير والضوابط الاكاديمية الصارمة، وتتم اجازتها من هيئة التحرير. وتشمل الأقسام المكرسة للإبداعات الفنية والأدبية والترجمات وعرض كتب والملفات حول القضايا العامة الهامة. هي منصة فكرية ثقافية مستقلة تسعى إلي تقديم محتوى متميز يساهم في تفعيل وتطوير الحوار الفكري والنقدي بتقديم مقالات وأبحاث تتسم بالجودة والمقاييسالأكاديمية) و العدد الأول تناول العديد من القضايا بداية بكلمة هيئة التحرير.. عناوين لموضوعات مختلفة و لكتاب مختلفين في الرؤي منها.. ” هل للشريعة الإسلامية مستقبل في المجتمعات الإسلامية” بروف عبد الله أحمد النعيم و ” التنمية المحلية و الخيارات و توافقها مع واقع السودان بعد الحرب” الدكتور حسن بشير محمد نور.. و ” تعليم الديمقراطية: الريف أولا و الخرطوم أخرا” الأستاذ جعفر خضر الحسن.. و ” فهم الذات دون الغرور ” الأستاذ الفنان رأني السماني .. و محمد المكي إبراهيم مدينته و جيله” عبد المنعم خليفة خوجلي.. و ” الطيب صالح في عيون الألمان” دكتور حامد فضل الله.. آراء عبد الخالق محجوب حول الحرب و السلام و الحرب” الدكتور حامد بشرى.. و ” الدين و الظمأ الأنطولوجي، الأفق و المعنى أو تحرير الدين من إكراهات التاريخ و الموروث” الدكتور أحمد يعقوب.. و ” حماية و صيانة المتاحف” دكتور أحمد شبال.. و هناك عرض للكتب..

أن العناوين عديدة و مثيرة للحوار الفكري، بين التيارات الفكرية المختلفة.. لكن تظل الموانع قائمة عند الزملاء الأيديولوجيين، خاصة في الرقابة القبلية المنصوص عليها ” موافقة هيئة التحرير لنشر المقالات، و غير معروفة ما هي المعايير التي تستند عليها هيئة التحرير في القبول و الرفض.. رغم أن المجلة أشارت إلي أنها سوف تأخذ بالمعايير الأكاديمية، و لكن أضافت ” الكتابة الحرة التي ليس بالضرورة أن تتقيد بالمعايير و الضوابط الأكاديمية الصارمة” المجلة تستطيع أن تكون ساحة لحوار التيارات الفكرية المختلفة وفقا للضوابط بعيدا من استخدامات الفزاعات التي درج عليها الأيديولوجيين.. و تستطيع أن تخلق جسر بين هذه التيارات لكي تحول حالة التشنج و الهيجان التي تنتظم في الساحة إلي ساحة للتهدئة و تعيد للفكر دوره في صناعة الواقع المطلوب.. هي بالفعل تجربة جيدة و نجاحها يتوقف على دور رئيس التحرير و هيئة التحرير في إدارة الحوار و فتح المنافذ للتيارات الأخرى.. مع خالص التقدير و ألمنية بالنجاح.. و نسأل الله حسن البصيرة..

Leave A Reply

لن يظهر بريدك الإلكتروني عند نشر التعليق

شكرا للتعليق