عبود عبدالرحيم يكتب: في إنتظار قرارك اليوم ياحمدوك!
انفرطت منظومة العقد السياسي التي تشكلت بعد مخاض عسير في الفترة التي اعقبت عزل البشير في 11 أبريل 2019.
ومرت كثير من المياه تحت الجسر، حتى إعلان توافق المجلس العسكري في ذلك الوقت مع قوى الحرية والتغيير التي تم إعتمادها ممثلاً وحيداً للشارع والثورة.
فشلت حكومة الشراكة الأولى بسبب عدم حسم تقاطع المهام والمسؤوليات، ثم الآن فشلت الحكومة الثانية بسبب الحزبية الصارخة التي تشكلت منها.
لم يقدم حمدوك خلال جولتين من تشكيل وزاري بقيادته شيئاَ لمعالجة الازمات، خاصة الاقتصادية والخدمية منها.
تضاعفت أسعار السلع والخدمات الضرورية عشرات المرات، وإنهارت المنظومة الصحية وفقد المواطن كل مقومات الحد الأدنى من الحياة الطبيعية.
هل يتحمل حمدوك الفشل منفرداً؟ لا اعتقد، بل ان الإخفاق يبدو اكثر وضوحاً في الحاضنة السياسية التي انشغلت بقضايا الصراع على كراسي الحكم حتى تقطعت اوصالها فيما بعد.
كيف الخروج من المأزق السياسي والمشهد الذي ينذر اليوم وغداً ربما بمواجهات تزيد الاوضاع تفاقماً؟ هل يبقى “الحل في الحل” حل الحكومة أم إنهاء الشراكة وترتيب انتخابات خلال 18 شهراً؟
في تقديري ان الحل يكمن في حكمة إدارة حمدوك لإجتماع مجلس الوزراء المعلن اليوم الاثنين، مطلوب قرار شجاع وحاسم بإبلاغ طاقم الوزارة ثلاث كلمات “شكر الله سعيكم”.
على رئيس الوزراء إستعادة ذكرى قراره الحاسم عندما صرف حكومته الأولى بإستقالاتها ثم إقالة من رفض الإستقالة.
المطالبة بتوسيع قاعدة المشاركة تعني استمرار المحاصصة الحزبية، لذلك فالأوفق ان تكون المطالبة هي الإلتزام بكفاءات غير حزبية لإدارة متبقي فترة الانتقال.
كل اجتماعات مجلس السيادة متوقفة الآن ومجلس الوزراء “الحزبي” بعيد كل البعد عن هموم المواطن، وولاة الولايات مشغولون بتسيير الحشود المضادة لحراك 16 اكتوبر.
في مظاهر التوتر والاحتقان الآن ماذا بقي للمواطن غير الحسرة والأسى علي حاله، مع إحساس العجز على رعاية اسرته، والخوف حد الرعب على امنها وسلامتها.
نسال الله ان يلطف بأهل السودان ويلهم قيادته القرار الصواب لتجاوز الازمة المستفحلة والوصول إلى صندوق الإقتراع مثلما يحدث في الدول الكبرى علي خطى ديمقراطية نحسب ان بلادنا تستحق ظلالها.
Comments are closed.