تتطلب استراتيجية الاعلام للمشاركة فى إعمار ما دمرته الحرب تخطيطًا دقيقًا وتنفيذًا حساسًا لمراعاة السياق المعقد والمتغير.
في مناطق ما بعد النزاع، فيجب أن تهدف هذه الاستراتيجية إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية منها:
1.بناء الثقة والمصداقية:
توفير معلومات دقيقة وشفافة بحيث يجب أن يكون الإعلام مصدرًا موثوقًا للمعلومات حول جهود الإعمار.
وتقديم الحقائق بوضوح وصدق لتجنب الشائعات والمعلومات المضللة التي قد تقوض الثقة.
استراتيجية الإعمار
وإبراز التقدم المحرز للقوات المسلحة وعرض قصص النجاح والمشاريع التي تم إنجازها لإظهار أن جهود الإعمار تؤتي ثمارها.
مما يعزز الأمل والتفاؤل لدى السكان، كذلك الاعتراف بالتحديات وعدم إغفال الصعوبات والتحديات.
التي تواجه عملية الإعمار، وشرح أسبابها والجهود المبذولة للتغلب عليها، مما يبني مصداقية لدى الجمهور.
وإشراك المجتمع المحلي بإعطاء صوت للسكان المتضررين وإبراز دورهم في عملية الإعمار، والاستماع إلى آرائهم ومخاوفهم، بما يعزز الشعور بالملكية والمشاركة.
استراتيجية الاعلام
والسعى لتعزيز المصالحة والوحدة الوطنية وذلك بتجنب التحريض على الكراهية والانقسام كما يجب على الإعلام أن يكون حذرًا للغاية.
في تغطيته للأحداث والقضايا الحساسة، وتجنب أي خطاب قد يؤدي إلى تفاقم التوترات أو إحياء الصراعات.
بالتركيز على المشتركات والقيم الإنسانية وتسليط الضوء على الروابط التي تجمع الناس وتجاوز الانقسامات، وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي.
وتقديم وعرض وجهات نظر مختلفة حول الماضي والحاضر والمستقبل، وتشجيع الحوار والتفاهم المتبادل بين مختلف المكونات الاجتماعية.
وكذلك السعى لتكريم الضحايا وتعزيز العدالة الانتقالية بتغطية جهود جبر الضرر وتقديم الدعم للضحايا.
والمساهمة في خلق بيئة تشجع على المسامحة والمصالحة الوطنية الحقيقية.
كذلك لابد للاعلام ان يلعب دورا فى دعم جهود الإعمار والتنمية بتوعية الجمهور بأهمية الإعمار.
وشرح كيف يساهم الإعمار في تحسين حياة الناس واستعادة الاستقرار والازدهار للمناطق المنكوبة والمتضررة.
وتشجيع المشاركة المجتمعية في جهود الإعمار بحث السكان على المساهمة بأفكارهم وجهودهم في إعادة بناء مجتمعاتهم.
وتسليط الضوء على الفرص الاقتصادية والاجتماعية الجديدة بعرض المشاريع التنموية والفرص الوظيفية التي يخلقها الإعمار، مما يحفز الأمل والمشاركة.
تغطية جهود المنظمات المحلية والدولية وإبراز دور مختلف الجهات الفاعلة في عملية الإعمار وتقديم الدعم اللازم لها.
لذلك لابد للاعلام السعى لاستخدام قنوات إعلامية متنوعة ومتعددة، كالتلفزيون والإذاعة والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي.
للوصول إلى أوسع شريحة من الجمهور، خاصة في المناطق التي قد تكون فيها الوصول إلى وسائل الاعلام محدودًا،.
عبر الصحافة المطبوعة والرقمية لتقديم تحليلات معمقة وتفاصيل كاملة حول جهود الإعمار.
ايضا استغلال وسائل التواصل الاجتماعي للتفاعل المباشر مع الجمهور، ونشر المعلومات بسرعة، وتلقي ردود الفعل.
والاكثار من الحملات الإعلامية المستهدفة لتوعية فئات محددة من السكان بقضايا معينة تتعلق بالإعمار.
كالفنون والثقافة واستخدام الأفلام الوثائقية، والمسرح، والموسيقى، والفنون البصرية لنقل رسائل إيجابية وتعزيز التماسك الاجتماعي.
استراتيجية بناء القدرات
لكل ذلك لابد من ان تكون هناك استراتيجية لبناء قدرات الإعلاميين المحليين.
بتوفير التدريب وورش العمل لتعزيز مهارات الصحفيين في تغطية قضايا ما بعد الحرب بشكل مسؤول وحساس.
ودعم وسائل الإعلام المحلية لضمان وجود صوت محلي قوي وموثوق يعكس احتياجات وتطلعات المجتمع.
وتعزيز أخلاقيات المهنة للتأكيد على أهمية الدقة والحيادية والمسؤولية في العمل الإعلامي التى تعد اعتبارات أساسية للاستراتيجية الاعلامية.
التى تسعى لفهم السياق المحلي بحيث يجب أن تستند الاستراتيجية إلى فهم عميق للظروف السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
الخاصة بالمناطق المتضررة وضرورة إشراك أصحاب المصلحة الحقيقيين والتعاون مع الحكومة، والمنظمات غير الحكومية، والمجتمع المدني المحلي والدولى.
وقيادات المجتمع المحلي، والجمهور لضمان فعالية الاستراتيجية الاعلامية والمرونة والقدرة على التكيف.
بحيث يجب أن تكون الاستراتيجية مرنة بما يكفي للتكيف مع التطورات والأحداث المتغيرة على الأرض.
والتقييم المستمر بحيث يجب تقييم فعالية الاستراتيجية بشكل دوري وتعديلها حسب الحاجة لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.
خاتمة،
تتطلب استراتيجية الإعلام الناجحة لإعمار ما دمرته الحرب نهجًا شاملاً ومتكاملاً يركز على بناء الثقة، وتعزيز المصالحة، ودعم جهود التنمية.
واستخدام مجموعة متنوعة من القنوات الإعلامية، وتمكين الإعلاميين المحليين، مع الأخذ في الاعتبار السياق المحلي وإشراك جميع أصحاب المصلحة الحقيقيين.
*بقلم: المستشار الدكتور محمد حسن محجوب
أقلام: صحوة نيوز
