أبناء الميرغني و الحرب و تبادل الأدوار

0 15

في فترة صراع الفترة الانتقالية أتخذ أبناء الميرغني “جعفر والحسن” موقفين متعارضين.

ذهب جعفر الميرغني مع قوى الحرية والتغيير “الديمقراطي” وأصبح رئيسا لها لآنهم كانوا في حاجة إلى الإسم وليس الشخص حامله.

والحسن ظهر في فترة “الاتفاق الإطاري” وأيضا كان الهدف الأسم وليس الشخص بعينه.

أدوار متبادلة

الغريبة في الأمر هناك أدوار متبادلة حيث كان إبراهيم الميرغني مع مجموعة جعفر ويشغل موقع “مسؤول الإعلام والناطق الرسمي باسم الحزب”.

وظهر طه عثمان الحسين مرة أخرى في فترة الاتفاق الإطاري بفاعلية.

وطه الحسين كان يشغل مدير مكتب رئيس الجمهورية في عهد الإنقاذ، واكتشف أنه كان يعمل لصالح السعودية والأمارات.

 وهو الذي كان قد اقنع البشير أن يشارك السودان في عاصفة الصحراء، بعد ما رفضت أغلبية الدول.

التي تم الاتصال بها المشاركة فيها، والآن يشتغل مع المخابرات الأماراتية كحلقة وصل بينها وبين النخب السياسية المثقفين السودانيين .

مسرح العملية السياسية

لعب طه دورا كبيرا في مسرح العملية السياسية، حيث يدير الاتصالات وعملية الإقناع للوقوف مع الميليشيا في حربها.

ومخططات جناحها السياسي.. عندما كان إبراهيم الميرغني في الأمارات أقنعه بالتحول من جناح جعفر.

الذي يقف مع “قحت الديمقراطي” إلى جانب الحسن الذي سوف يتم به الاتصال لكي يكون ضمن المؤيدين للإتفاق الإطاري.

وبالفعل تم ضم جناح الحسن للإتفاق الإطاري، وتحول إبراهيم الميرغني مسؤولا للأعلام وناطقا رسميا بأسم جناح الحسن في الاتفاق الإطاري.

زيارة الامارات

بعد الحرب غادر الحسن السودان عبر طريق بورتسودان إلى السعودية، وهناك جاءت دعوة طه الحسين له لزيارة الأمارات.

وتمت الزيارة ورجع إلى السعودية، وغادرها إلى أمريكا.. جعفر الميرغني أصدر بيان في الإسبوع الأول من الحرب مساندا القوات المسلحة. 

ولكنه أيضا زار الأمارات زيارة سرية غير معلنة، وشارك في أغلبية الدعوات التي ضمت الجناح السياسي للميليشيا.

أخر بيان صدر بأسم جعفر هو إدانته للميليشيا عند دخولها النهود..قال في بيانه:

(إن الهجوم الغادر وما صاحبه من استباحة للمواطنين الأبرياء ولحرمة مؤسسات الدولة في المدينة يمثل جريم شنيعة.

وعدوانا صارحا على سيادة السودان وأمن شعبه).. رغم أن الحسن لم يصدر أية بيان بعد خروجه من السودان ظل صامتا.

إن الأسئلة بدأت تتوجه إلى الحسن بعد ما بدأ السعي لتكوين تحالف ” تقدم” حيث ظهر إبراهيم الميرغني في المؤتمر.

صمت أبناء الميرغني

وأعلن من داخل المؤتمر أنه يمثل الحزب الاتحادي الديمقراطي.. وظل أبناء الميرغني صامتين دون إبداء الرأي، لا نفي ولا إثبات.

وحتى الذين يلتفون حول أبناء الميرغني الثلاثة ظلوا صامتين.

لكن عندما بدأت ” تقدم” مناورتها أن تنقسم لجناحين الأول يريد أن يعلن حكومة موازية، وآخر يظل جناح سياسي.

مؤتمر نيروبي

أجبر إبراهيم الميرغني على الذهاب للجناح الأول وحضور مؤتمر نيروبي.. باعتبار أن “مؤتمر نيروبي” كان يحتاج اسماء تاريخية لها وقعها.

“الاتحادي الديمقراطي يمثله إبراهيم الميرغني وحزب الأمة رئيسه برمة ناصر”، أيضا تم إجبار برمة على الحضور.

والإجبار جاء من المخابرات الأماراتية، حضور برمة ناصر للمؤتمر أدى إلى إجراءات من قبل المعارضين على مشاركة الحزب.

الغريب في الأمر صمت أبناء الميرغني تماما ولم يصدر أحدا بيانا ينفي أو يؤكد إذا كان إبراهيم يمثلهم أم لا.

إلا تصريح من قبل هشام الزين المراقب العام للحزب بالقول إن إبراهيم الميرغني قد تم فصله من الحزب من قبل

سيطرة الأبناء على الحزب

المسيطر على الحزب هم أبناء الميرغني هم الذين بيدهم قرار الفصل لكنهم فضلوا الصمت.

القضية الأخرى: دخول الأمارات في الحرب بشكل مباشر في قصفها بالمسيرات على مستودعات البترول ومراكز الكهرباء ومطار بورتسوان وغيرها.

الملاحظ أن الذي أصدر بيان الإدانة باسم الحزب الاتحادي هو بخاري الجعلي الذي وصف نفسه بأنه نائب رئيس الحزب.

والجعلي كان في جناح جعفر الميرغني، والنجاح الذي أعطى الجعلي هذا التوصيف من قبل.

والجعلي غادر محطة جعفر إلى جناح أخيه عبد الله المحجوب الذي ظهر فجأة في الساحة السياسية. 

ولا أدري إذا كان المحجوب منحه ذات التوصيف أم محتفظ بها من الجناح السابق.

والتزم الأخوة الثلاثة الصمت دون أصدار أية بيان يدين فعل الأمارات.. وهم يريدون أن يمدوا أرجلهم في جميع الاتجاهات.

دون أية مواقف واضحة.. هذا ممكن إذا التزموا فقط بالطريقة الختمية وتركوا السياسة.. وتعللوا أنهم لا يتعاملون بالشأن والبيانات السياسية.

فهل يعتقد جعفر أن دخول الميليشيا النهود أهم من دخول الأمارات الحرب بشكل مباشر لذلك تجاهل الحدث.. أم هناك ممسكات ضد جعفر في زيارته السرية للأمارات.

الملاحظ في العملية تبادل الأدوار بين الأخوة رغم مسرحيات التغيير في أجنحة الأخوة الثلاث.

إحراج أبناء الميرغني

هذه الطلاسم يجب أن يجيب عليها الأخوة وليس المتبرعين بالنيابة عنهم.. وهنا بتعامل مع الثلاثة من منطق السياسية.

أما الاعتبارات الأخرى لها منطق أخر، ولكن ليس لها علاقة في بالسياسة.

بعد المرات: لكي يجنبوا أبناء الميرغني الإحراج يطلبوا من أحمد السنجك أن يصدر بيان باسم فرعية أمريكا .

إن القضايا التي لها علاقة بالوطن والمواطنين والقضايا الإستراتيجية والمركزية يجب أن تصدر بياناتها من القيادة السياسية “المكتب السياسي”.

أو تصريحات لرئيس الحزب، وليس الفرع.. الفروع تصدر البيانات التي لها علاقة بشأن الفرعية.

إصلاح الأحزاب

وهذا بالفعل يؤكد حالة الضعف والوهن التي تمر بها الأحزاب السياسية.

فالحرب قد كشفت أن الأحزاب السياسية تحتاج إلى إصلاح حقيقي فكريا وتنظيميا وتغيير في القيادات.

وهذا الضعف هو الذي جعلها تقدم قيادات ذات قدرات ضعيفة فشلت في إدارة الإزمة، التي نتجت عنها الحرب.

نسأل الله حسن البصيرة…

بقلم :زين العابدين صالح عبد الرحمن

أقلام: صحوة نيوز

انضم لقروبنا في الواتساب

صفحتنا على الفيسبوك

Leave A Reply

لن يظهر بريدك الإلكتروني عند نشر التعليق

شكرا للتعليق