ياسر الفادني يكتب: أحمد البلال الطيب.. قلم إفتقدناه

446

كم كنت أتمني أن الحكومة الإنتقالية والتي أتى بها الثوار أن تنزل الشعار الذي رفعه شباب التغيير واقعا، وهو “سلام وحرية وعدالة”، وانا اتحدث هنا عن مفردة  الحرية، الحرية التي فقدناها نحن كصحفيين وكُتاب كل مرة نسمع ونرى أن صحفياً تم إعتقاله لراي كتبه.

مضايقات ظلت تحدث هنا في بلد انشدنا فيه التغيير وتواثقنا ألا  رجوع إلي ماكان عليه بالأمس من تكميم للأفواه ومصادرات كانت تتم للصحف، ظلت المضايقات تتواصل علي  الصحفيين منهم من بقي تحت نيران المضايقة المتكررة ومنهم من هاجر حاملاً معه قلمه ومداده الذي لا ينضب.

أحمد البلال الطيب رقم في عالم الصحافة والنشر عرفناه من قديم الزمان منذ أن كنا صغاراً، رأيناه ضوءاً ساطعا يكشف كل فساد ويلقي الضوء علي مشكلات عدة تهم المواطن منذ عهد نميري حينها كنا صغارا لا نعرف الرأي والرأي الآخر جيدا لكن أحسسنا به من خلال طرحه ونحن زعب الحواصل.

ظل هذا الرجل هكذا ولعله رجل ذو مبدأ وذو شفافية ويجهر بالرأي السديد ليس في الصحف فحسب ولكن رأيناه في الأجهزة المرئية مقدما لبرامج مفيدة ويستضيف الذين يعنيهم الأمر حتي يصنع العلاج منهم ويستلم منهم روشتة العلاج للمشاكل التي تهم المواطن علي الهواء مباشرة، ظل هكذا حتي في فترة البشير، حقيقة أنا لم اقابله إلا مرة واحدة وقدمت له التحية والمجاملة في منشط عام ولعله الآن لايتذكرني أو ربما لا يتذكر ذلك المنشط، لكن عندما قابلته احسست بأني قابلت رجلاً قامة من قامات العمل الصحفي والإعلامي ولكم كنت فخوراً حينها بتلك المقابلة التي تمت علي عجل.

الإجراءات التي اتخذت ضده في عهد الحكومة الإنتقالية أعتقد أنها مجحفة الي حد كبير في حق هذا الرجل ومست قامة صحفية كبيرة يشار إليها بالبنان بسوء، بل وحجبت عصفاً ذهنياً صحفياً راقياً كان يمكن أن يترجم في نبض كتابي صحفي فريد ومفيد.

الذي يحيرني أن مايسمي بشبكة الصحفيين التي قيل أنها بديل لإتحاد الصحفيين المحلول والتي ولدت مشوهة وناقصة في العمر وفي الشكل ، هذه الشبكة كل مرة نري بيانات تدبجها بالإفراج عن صحفيين معينين من بني جلدتهم الحزبية ويغضون الطرف عن آخرين كأنهم غريبون منهم.

لم أسمع ولا يوما أن الشبكة تحدثت عن الإجراءات المجحفة التي اتخذت ضد الصحفي والناشر أحمد البلال الطيب، لماذا ؟ لا ادري ؟ سؤال ظل يتكرر في ذهني وكلما اسأل عنه لا أجد إجابة البتة، هل عيونهم عميت أم قلوبهم أصابها الران السياسي؟ طريقة الحول التي ظلت تتبعها الشبكة تنظر إلي أشياء وتتعامي عن أشياء طريقة غير صحيحة للجهة التي ترعي أهل الصحافة.

أنا أطلق من هذا المقال نداءاً للسيد الفريق البرهان رئيس المجلس السيادي أن ينظر الي ما اصدر من اجحاف بشأن أحمد البلال الطيب وأن يراجع لأن التضييق علي الكتاب والإعلاميين ليس من سمة الدولة العادلة وطالما هناك تغيير تم يجب أن يشمل التغيير الذين هاجروا من الصحفيين وإزالة الظلم من علي أكتافهم فهم بلا شك يعكسون الرأي والرأي الآخر الذي يصوب ويقيم ويقوم طريقة الحكم في البلاد ولهم آراءهم المستنيرة، أكيد يستفيد منها الحكام ومن قال إن الصحافة هي خميرة عكننة تعكنن علي الحكام فقد كذب، أرجو أن تصل رسالتي هذه وأرجوا الاستجابة.

Comments are closed.