حكاية من حلتنا يكتبها آدم تبن: مكانة الأسرة في الإسلام

62

تعترى كل منا فى هذه الحياة الدنيا مصائب وعقبات، منها الكبيرة ومنها الصغيرة ومنها ما يحتاج إلى مساعدة الآخرين ومنها ماتستطيع تجاوزه بنفسك ومنها ما تتركه للأيام لتفعل فيها فعلها حتى يتلاشى لوحده فتتعلم من هذه المصائب والعقبات أنك محاط بعناية الله تعالى فى كل حركاتك وسكناتك.

فقدرة الله تعالى تأتيك وإن لم تطلبها فكل الكون تحت قبضته فسبحانه الذى أنزلنا إلى الدنيا واحاطنا برعايته وجوده وكرمه الذى نعجز فى كثير من الأوقات بأن نشكره ونحمده على ماتفضل به علينا من النعم والعناية العظيمة فلك الحمد ولك الشكر يا الهى على جزيل نعمائك التى لانحصيها.

ومن عجائب قدرة الله وعنايته بنا وإحاطته بنا هذه الأسرة التى نحظى برعايتها وإهتمامها منذ أن كنا فى الأرحام قبل الولادة وبعدها حتى عندما نبلغ من الكبر عتيا، فهاهى عنايتهم واهتمامهم يتواصل دون إنقطاع ودون أجر ولا حتى شكر فالأمر هنا أمر دين شرعه الله تعالى لأمة الإسلام وينبغى علينا أن نشكر الله أن جعلنا من أمة النبى محمد صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً.

حيث يقول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)، نشهد على الناس ويشهد علينا رسولنا الكريم، ما أعظم هذا التكريم من رب العزة لهذه الأمة المسلمة التى تخرج الناس من الظلمات إلى النور، ظلمات الكفر إلى نور الإسلام الذى يملأ الكون بكل الخير والعدل.

ولمكانة الأسرة فى الإسلام أن جعل الرباط الشرعى بين الرجل والمرأة يبدأ بوثيقة سماها عقد الزواج بموافقة الأولياء يشهد عليها الناس فى الملأ لتتكون هذه الأسرة فى ظل عناية ربانية وترحيب وفرح من المجتمع بانضمام فردين منهما ليكونا أسرة جديدة يحتاجها المجتمع فى الزيادة والنماء والتطور فى جميع المجالات لكن هذه الأسرة الصغيرة لن تكون فى مأمن من تلك العقبات والمصائب المفاجئة والمحزنة.

وهنا يأتى دور المجتمع والأسرة للوقوف معها ومساعدتها للخروج من هذه المصائب أحيانا يحتاجون فيها للرأى والفكرة وأحيانا يحتاجون إلى العناية والرعاية والإهتمام وأحيانا يتركوهما لوحدهما ليتحملا تلك المسئولية ويعالجا العقبة لوحدهما ليكتسبا الثقة فى نفسيهما استعداداً لقادم الأيام وماتحمله دنياهم من مشكلات تكون فى بعض الأوقات عصية على الحل خاصة فى عصرنا الحالى الذى أبعد الناس عن بعضهم البعض وبدأ الإهتمام الاسرى والمجتمعى يقل ويتلاشى فى بعض المجتمعات الكل يبحث عن ما يأمن له مستقبله ومستقبل أبناؤه لأن “الحياة أصبحت صعبة” ولايستطيع الكثير من الناس الإهتمام بقضايا الآخرين وكيفية مساعدتهم إن طلبوا هم ذلك أو طلب غيرهم منك المساعدة.

وهنا نتذكر ذلك الحديث الذى يحثنا على مساعدة الغير وتفريج همومهم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم “المسلم أخو المسلم لا يَظْلِمُهُ ولا يُسْلِمُهُ، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة”.

وحديث آخر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ -يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ- شَهْرًا، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَتَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رِضًا، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يُثْبِتَهَا، أَثْبَتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامُ، وَإِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ يُفْسِدُ الْعَمَلَ، كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَل”.

وتأتينا هذه الإرشادات النبوية لتحملنا حملا على أن نعيش مشاكل وعقبات مجتمعنا الكبير أو الصغير فنجاح الأسرة وخروجها إلى بر الأمان يحسب لصالح مجتمعها وضياعها وتشتتها يخصم من رصيد مجتمعها فى التخلى عن قيمه السمحة والمورثة فى التكافل والتعاون والتراحم والإيثار.

Comments are closed.