ياسر الفادني يكتب: آن للجيش أن يمدد رجليه
آن الأوان للقوات المسلحة أن ترسل تعظيم سلام للذين خرجوا من أجلها ليلة السبت وما أجملها من ليلة، ليلة فاقت ما نظمه الشاعر الفلسطيني صالح محمود القاضي عندما قال: طال إنتظاري ليلة السبت !.
آن الأوان أن يمدد الجيش رجليه زهواً وفخراً بأن خرجت الأغلبية الصامته مرتان وتوضأت مرتان وصلت صلاة الظهر مرتان لا لسلطة يريدونها ولا لمقابل سوف ينالوه فقط المقابل الذي يريدونه بشدة ويتنافسون عليه هو حب التراب وحب الوطن وحب وتعظيم من يحفظ كرامة هذا الوطن وأقسم قسماً مغلظاً علي أن يحافظ عليه حتي ولو أدي ذلك للمجازفة بحياته.
إن الحشود التي خرجت في موكب بهيح وحشد يشبه السيل العرمرم والتي تتكون من أهل السودان ممثلين في الإدارات الأهلية التي أتت من بعض الولايات واتت من ولاية الخرطوم وغبرت الأرجل في تعبير وطني يجسد روح المواطن الغيور علي وطنه هتفت بملء حناجرها أن القوات المسلحة هي خط أحمر من يتجاوزه لا يلومن إلا نفسه.
المحتشدون أرسلوا عدة رسائل.. الرسالة الأولي أن هذا الوطن سوف يكون عصياً للذين يريدون أن ينالوا منه غدراً وظلماً ويريدون أن يعرضوه في سوق النخاسة ليكونوا وسطاء ويشتريه من يشتريه.
الرسالة الثانية وهي للذين يسعون لشيطنة القوات المسلحة وهم قليلون لكن صوتهم خلف الكيبورد عالي أن لا مكان لكم اليوم وقد خاب عملكم وها هي جماهير السواد الأعظم في هذه البلاد قالت كلمتها وهي مستعدة كامل الاستعداد ليوم كريهة فداء للوطن وسداد ثغر فيه.
اما الرسالة القوية التي جسدها حشد السبت وهي للرأي العالمي أن الشارع الذي يعبر عن السواد الأعظم للشعب السوداني هم ليسوا المئات الذين يخرجون في وسط الخرطوم والعشرات الذين يخرجون في بعض مدن الولايات، بل الشارع هو شارع الأغلبية التي خرجت مرتان وسوف تخرج عدة مرات من فعاليات مختلفة كلها تمثل كيانات هذا الوطن قناتهم لن تلين وعزيمتهم (لا تفتر) في سبيل العزة والكرامة.
قبائل شتى بقياداتها نظار ومكوك وأمراء وعمد، كلهم قادوا منسوبيهم في هذا اليوم الذي يجب أن نسميه يوم الملحمة ويوم الوفاء للوطن ولخدامه وهو يوم الانعتاق ويوم تسديد الدين لهذا الوطن الغالي رفضا للتدخل الأجنبي وطرد الإستعمار الحديث، نفوسهم وجباههم شامخة كشموخ الجبل العالي وثابته في موقفها كثبات الطود الأصم.
التحية للوطن الشامخ والتحية للقوات المسلحة التي حققت اعظم البطولات عندما استعادت أراضي كانت مغتصبة ظلماً في الحدود الشرقية ورفرف فيها علم البلاد، ولم يصفق لهم من كانوا شركاء معهم في الحكم ولم يكلف رئيس الوزراء نفسه أن يذهب ويخاطب جيش بلاده ولا أحدا من زبانيته الذين ذهبوا وذهب كاهنهم إلي غير رجعة.
التحية لفرسان كل القبائل من في هرمها وشيوخها وشبابها ونسائها.. الذين شكلوا لوحة فريدة وضعت في أرفف من ذهب في تاريخ السودان في ذلك اليوم المجيد وأقول: ياهو دا السودان.
Comments are closed.