حكاية من حلتنا يكتبها آدم تبن: معشوقة الملايين

301

وللرياضة فى مجتمعنا السودانى حظ كبير يمارسها الصغار والكبار فهى محبوبة الجميع فدائما ماظللنا نكرر أن العقل السليم فى الجسم السليم فأهل الرياضة يعشقون عدداً من الرياضات لكن كرة القدم ظلت هى المحبوبة الأولى للرياضيين، فكرة القدم لها شعبيتها الجارفة ليس فى بلادنا فحسب بل جميع بلدان العالم تجد فيها كرة القدم إهتمام رسمى وشعبى متقدم على جميع الرياضات الأخرى وذلك للاثارة والمتعة التى يجدها متابعوها خاصة إذا كانت المباريات فى نهائى أحد البطولات التى يتسابق فيها فريقين لنيل كأس البطولة.

ومعلوم أن المدن والقرى جعلت للرياضيين ولرياضة كرة القدم مكانة مرموقة وأهمية كبرى فاقامت لها الميادين ودور الرياضة والاستادات الرياضية فهى معالم من معالمها المعروفة فتجد إستاد المدينة معروفا للجميع وكذلك دار الرياضة مثل دار الرياضة بأم درمان فهى من مكونات ومعالم المدينة وكذا ملاعب الليق والروابط فهى معالم رياضية أصيلة تجد الرعاية والإهتمام فى قبل الجهات الرسمية والاتحادات الرياضية والأندية الرياضية التى دخلت فى إنشاء استادات رياضية خاصة بها مثل الهلال والمريخ والموردة وودنوباوى والتحرير وكذلك المدن الكبرى مثل بورتسودان ومدنى والابيض ودنقلا ونيالا وعطبرة وغيرها الكثير.

فهنا شكلت الرياضة جسرا للمحبة والإخاء بين الرياضيين فى المدن والقرى والفرق الرياضية، فأهل الرياضة إسهاماتهم فى البناء التعمير والتنمية والتطوير لاتخطها عين إلا من به رمد فقدراتهم الفكرية والمالية والإبداعية سخروها لمصلحة مدنهم وفرقهم الرياضية لا حساسيه بينهم يحترمون بعضهم بعضا لا تفرقة بينهم ولا ألوان سياسية تعكر صفوهم وتعاونهم فيما بينهم.

وتحكى حكاية من حلتنا عن الرياضيين لدورهم المساهم والمشارك فى قضايا بلادهم ومناطقهم ومدنهم وقراهم فى مختلف المجالات فهم يساهمون فى البناء والتعمير والاجتماعيات فهم يد واحد لايتخلفون عند الحاجة، ولأهل الرياضة أوقات يفضلونها فى إقامة المباريات سواءا كانت دورية أو ودية ففى المدن والقرى التى لا توجد بها كهرباء أو استاداتها غير مهيئة فتقام المنافسات الرياضية دائماً فى وقت العصر وهنا تلوح أمامى اللوحة الخارجية بدار الرياضية أم درمان يكتب عليها بخط واضح الفريقين المتنافسين وكل من يمر بدار الرياضة يرى المعلومة واضحة أمامه فمن أراد أن يكون شاهدا للمباراة من داخل دار الرياضة فعليه أن يتأهب لذلك.

أما المدن التى بها كهرباء واستاداتها مهيئة فتقام المنافسات فيها ليلا يقولون لك أن المباراة تقام على الأضواء الكاشفة كناية عن أن الاستاد مضاء بالكشافات المضيئة التى تضئ الاستاد بالاتجاهات الأربع، ولهذه المباريات جمهورها الخاص الذى يقطع لها المسافات الطوال ليكون داخل الاستاد مشجعا لفريقه ومؤازرا له حتى يتغلب على خصمه.

وبين جماهير هذه الأندية مناكفات ومغالطات لاتنتهى كل يجمل نتائج ولعب فريقه الذى يشجعه ومن الصعب أن يعترف أحدهم بالهزيمة فتجد شماعة الحكام جاهزة للتبرير عن الهزيمة فتجد جماهير الفريق المنتصر يسيرون جماهير المغلوب بهتافات مختلفة يمجدون فيها نصر فريقهم ويبخسون الفريق المهزوم، وهكذا تطل هذه المناكفات داخل البيوت وفى أماكن العمل وفى الأسواق والمواصلات إلى أن تنتهى لحظات الفرح إستعداداً لمباراة أخرى.

Comments are closed.