الذكرى الثامنة لشاعر الشعب محجوب شريف.. ملح الأرض ونبض الشعر والموسيقى والتلوين
كانبرا: ولاء عبدالله عوض
تمر علينا الذكري السنويه الثامنه للشاعر الكبير محجوب شريف الملقب بـ”شاعر الشعب” رحل عن عمر يناهز 67 عاما قضاها منحازا لشعبه من خلال أشعاره التي كرسها للدفاع عن قيم الحرية والعدالة الإجتماعية واحترام حقوق الإنسان وخلّد إرثاً من الأشعار التي تبنى خلالها قضايا وهموم البسطاء.
ولد محجوب شريف في عام 1948 وتوفي في الثاني من ابريل 2014 ، تلقي تعليمة الابتدائي والأوسط والعالي بالخرطوم، وعمل بعد تخرجه مدرسا بالمدارسة الابتدائية إلى أن فصل في العام 1989.
واشتهر محجوب شريف بالتعبير عن كفاح الشعب ونضاله من أجل الديمقراطية والحرية والعيش الكريم عبر أسلوبه الخاص والمميز في نظم القصيدة بالعامية في السودان، وهو المعروف بانحيازه والتزامه جانب الجماهير وقضاياها في قصائده العامية ذائعة الصيت وتعبيره عن البسطاء وهمومهم؛ ظلّ شريف عرضة لعسف الأنظمة العسكرية التي مرت على السودان، فتعرض للاعتقال مراراً في مختلف السجون بسبب أشعاره ومواقفه والتزامه ببرامج الحزب الشيوعي السوداني، الذي انتمى إليه منذ وقت مبكر. وأدت تلك الاعتقالات إلى إصابته بعدد من الأمراض، لكنه تمسك بالبقاء في السودان، ولم يغادره حتى في أشد الفترات حلكة وقمعاً وعنفاً ضد النشطاء السياسيين.
ومن أشهر قصائده: “يا والدة يا مريم، السنبلة، الحرامي، الغويشة، مساجينك، صباح الخير مسا النور، أوعك تخاف”، وﺁﺧﺮ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ ﻣﺤﺠﻮﺏ ﺷﺮﻳﻒ “ﺗﻼﺗﺔ ﻛﺒﺎﺭﻱ ﻭﺷﺎﺭﻋﻴﻦ ﻭﺳﺪ”.
ولشريف ديوان واحد مطبوع نشر في 1986 بعنوان “الأطفال والعساكر” مع عشرات القصائد الوطنية التي نشرت دون تجميعها في دواويين، وتغنى له الفنان المصري محمد منير بأغنيته ذائعة الصيت “الشعب حبيبي وشرياني إداني بطاقة شخصية”.
وبرز محجوب شريف كشاعر إنساني وضع بصمته في خارطة الشعر بعد أن أثرى الساحة الثقافية في بلاده بالأغنية والقصيدة الوطنية، إذ يشير نقاد ومتابعون إلى أن قصائده التي تغنى بها الفنانان السودانيان محمد وردي ومحمد الأمين، أسهمت في تشكيل خارطة الغناء الوطني في السودان. وتغنت له ايضا عقد الجلاد وامال النور ونانسي عجاج والفنان الكبير محمد ميرغني والعملاق ابو عركي البخيت وتغني له الراحل المقيم مصطفي سيد احمد عشرة مقاطع للحياة) وقصيدة (مريم ومي).
ومن بين عشرات شعراء العامية لمع شريف بمفردات إستثنائية في أشعاره صارت جزء من خطاب الشارع لما يحظى به من شعبية استطاع ان يتطرق لكل القضايا الانسانيه في مجتمعنا وتناولها بذكاء مثل حقوق المرأة التي يدافع عنها في قصائده مثل قصيدتي (يا والدة يا مريم) وقصيدة (مريم ومي بنياتي) ” وكان قد قام الراحل محجوب شريف بعمل مبادرة لإعانة المحتاجين بمختلف شرائحهم باسم ( منظمة رد الجميل) وهذا ليس بعيدا عن شخصيتة وانسانيته التي لاتحدها حدود وظلت بصمته واضحه.
وبرحيله رحل صوت “القصيدة العامية” في السودان.. ولم ترحل كلماته التي ستظل محفوره في قلوب كل السودانيين رحل جسدا ولكنه سيطل حاضرا كقيمه حياتيه، وتلك القيمة الرفيعة والمكانة العالية اكتسبها لأنه يستحقها.. فهو شاعر ناضل كل الأنظمة الغاشمة من خلال سلاحه الخاص وهو مفردته الشعرية التي قاوم بها ودخل بها في غياهب الزنازين والمعتقلات. ويظل محجوب شريف شاعراً مختلفاً في كل تفاصيله لا يشبه أحداً ولا يشبهه أحد.. متفرد ومتجاوز للأفكار العادية في كتابة الشعر.. يمتاز شريف بالموهبة الفطرية العالية والموسيقى الدافقة في ثنايا أشعاره.
Comments are closed.